للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالجملة فباب الصفات مبناه على التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فما أثبت الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أثبتناه كما أثبته، وما نفاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نفيناه كما نفاه.

فآيات الصفات كلها مستقلة لا إضمار ولا تقدير فيها كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، والحمد لله رب العالمين (١).

٢ - ومن أمثلته - أيضا -: إضمار الرافضة في نصوص القرآن بناء على ما اعتقدوه دون نظر إلى دليل أو قرينة أو سياق يدل على المقدر، وإنما هي أهواء.

فمنه ما قاله مفسرهم في تفسير قوله تعالى: {فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ} (٤١) [الزخرف: ٤١] قال: فإما نذهبنّ بك يا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فإنا رادوك إليها ومنتقمون منهم بعلي بن أبي طالب اهـ‍ (٢).

وأنت ترى في هذا القول صبغة تحريف الكلم عن مواضعه، وهو ظاهر البطلان، وبطلانه أظهر من أن يناقش.

قال العلامة ابن القيم: ومن رأى ما أضمره المتأولون من الرافضة والجمهية والقدرية والمعتزلة، مما حرفوا به الكلم عن مواضعه وأزالوا به عن ما قصد له من البيان والدلالة، علم أن لهم أوفر نصيب من مشابهة أهل الكتاب الذين ذمهم الله بالتحريف واللي والكتمان اهـ‍ (٣).


(١) * ومن نظائر هذا المثال، من تأويل الصفات بالإضمار في نصوصها.
١ - انظر المحرر الوجيز (٦/ ١٨٦) في تفسير قوله تعالى: أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ [الأنعام: ١٥٨].
٢ - وانظر الإشارة إلى الإيجاز ص ٤ في قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ [البقرة: ٢١٠].
وقوله تعالى: فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا [الحشر: ٢].
وقوله تعالى: فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ [النحل: ٢٦].
٣ - وانظر الجامع لأحكام القرآن (١/ ١٥٠) في تفسير قوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ [الفاتحة: ٧].
(٢) نور الثقلين (٤/ ٦٠٣ - ٦٠٤).
(٣) الصواعق المرسلة (٢/ ٧١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>