للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي هذه الآية اختلفت عبارات العلماء في تقدير ذلك المضمر.

قال الفراء (١) التقدير: هم ثلاثة (٢)، وهو قول أبي عبيدة (٣)، وبه قال الطبري كما سبق نقله عنه.

وقال الزجاج (٤)، والنحاس (٥)، ومكي (٦)، وابن الأنباري (٧): تقديره: آلهتنا ثلاثة.

وقال أبو علي الفارسي: التقدير: هو ثالث ثلاثة (٨).

وأولى هذه التقديرات هو تقدير أبي علي الفارسي، لأجل موافقته لما ظهر في القرآن في قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ} [المائدة: ٧٣]، وهذا هو الذي تقرره هذه القاعدة.

وقد رجح هذا التقدير العز بن عبد السلام، بعد أن ذكر الأقوال السابقة، قال:

وتقدير ما ظهر في القرآن أولى من كل تقدير اهـ‍ (٩).


(١) هو: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الأسدي، صاحب الكسائي، ومن أعلم أهل الكوفة بالنحو بعده، كان ثقة، وله مصنفات من أشهرها المعاني، توفي سنة سبع ومائتين، سير أعلام النبلاء (١٠/ ١١٨)، وطبقات المفسرين (٢/ ٣٦٧).
(٢) معاني القرآن (١/ ١٤٤).
(٣) انظر مجاز القرآن (١/ ١٤٤).
(٤) معاني القرآن (٢/ ١٣٥).
(٥) إعراب القرآن (١/ ٥٠٩).
(٦) مشكل إعراب القرآن (١/ ٢١٤).
(٧) البيان في غريب إعراب القرآن (١/ ٢٧٩)، وابن الأنباري هو: كمال الدين أبو البركات عبد الرحمن ابن محمد بن عبيد الله الأنباري نزل بغداد، كان إماما كبيرا في النحو صاحب علم وعبادة، توفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة، إنباه الرواة (٢/ ١٦٩)، وسير أعلام النبلاء (٢١/ ١١٣).
(٨) بواسطة نقل العز بن عبد السلام في الإشارة إلى الإيجاز ص ١٥، والقرطبي في الجامع (٦/ ٢٣)، وأبي حيان في البحر (٤/ ١٤٤).
(٩) الإشارة إلى الإيجاز ص ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>