للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشعرون. اهـ‍ (١).

وهذا القول مخالف لحديث المغيرة بن شعبة (٢) - رضي الله عنه - قال: لما قدمت نجران سألوني فقالوا: إنكم تقرءون «يأخت هارون» وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، فلما قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سألته عن ذلك فقال: «إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم» (٣).

ومخالف لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أنا أولى الناس بابن مريم، الأنبياء أولاد علات، وليس بيني وبينه نبي» (٤).

وردّ هذا القول بمضمون هذه القاعدة الحافظ‍ ابن كثير (٥)، والعلامة الشنقيطي (٦)، وغيرهما.

وأما أمثلة النوع الثالث وهو ما إذا كانت الأقوال المختلفة في الآية محتملة وليس بينها تعارض، غير أن بعضها أولى من بعض؛ لكون القرآن ودلالة ألفاظه تشهد لقول دون غيره، أو السنة تشهد لأحدها، أو لغة العرب، أو قرائن في السياق، أو أسباب أخر تقضي بتقديم أحد الأقوال، وهذا ما يسمى تقديم الأولى.


(١) رواه عنه ابن أبي حاتم بسنده في تفسيرالآية. بواسطة نقل ابن كثير في تفسيره (٥/ ٢٢١)، وذكر هذا القول البغوي في تفسيره (٥/ ٢٢٩) منسوبا إلى الكلبي.
(٢) هو: المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفي، أبو عيسى أو أبو محمد، أسلم قبل الحديبية وشهدها وبيعة الرضوان، من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة، وذهبت عينه يوم اليرموك، توفي سنة خمسين، وقيل غير ذلك. سير أعلام النبلاء (٣/ ٢١)، والإصابة (٦/ ١٣١).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، حديث رقم (٩).
(٤) أخرجه البخاري، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا (١٦) [مريم: ١٦] انظر الصحيح مع الفتح (٦/ ٥٥٠). ومسلم، كتاب الفضائل، حديث رقم (١٤٣)، وأولاد العلات هم: الأخوة لأب من أمهات شتى.
(٥) انظر تفسير القرآن العظيم (٥/ ٢٢١ - ٢٢٣).
(٦) انظر أضواء البيان (٤/ ٢٧١ - ٢٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>