للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمثلته أكثر من أن تحصى وفي ثنايا هذا الكتاب جملة وافرة منها:

قال العز بن عبد السلام (١): وأولى الأقوال ما دل عليه الكتب في موضع آخر أو السنة أو إجماع الأمة أو سياق الكلام، وإذا احتمل الكلام معنيين وكان حمله على أحدهما أوضح وأشد موافقة للسياق كان الحمل عليه أولي. اهـ‍ (٢) وقد اعتمد ذلك جلّ علماء التفسير فمثلا هذا ابن كثير (٣) كثيرا ما يقول، وكلا القولين معنى حسن ولكن الأول أولى (٤) وذاك إمامهم ابن جرير الطبري (٥) لا يكاد يخلو تفسيرآية من قوله: وأولى الأقوال عندي بتفسيرالآية كذا وكذا.

وهذا النوع يكون في بعض اختلاف التنوع الذي أثر عن السلف، ولا يلزم من تقديم قول أن يطرح ما سواه، بل هذا من باب تقديم الأولى، وإن كانت بقية الأقوال لها وجه في الآية.

قال الماوردي: الضرب الثاني: أن يترجح أحدهما على الآخر بدليل وهو على ضربين:

والضرب الثاني: أن يكون دليلا على صحة أحد المعنيين فيثبت حكمه ويكون


(١) هو: عبد العزيز بن عبد السلام السّلمي الشافعي، الملقب بسلطان العلماء، فقيه أصولي مفسر صاحب التصانيف، له قدم صدق في إنكار المنكر على العامة والسلاطين، توفي سنة ستين وستمائة.
انظر فوات الوفيات (٢/ ٣٥٠) وطبقات المفسرين (١/ ٣١٥).
(٢) الإشارة إلى الإيجاز ص ٢٢٠.
(٣) هو: إسماعيل بن عمر بن كثير، الإمام الحافظ‍ المحدث الفقيه المفسر المؤرخ، صاحب التصانيف، تتلمذ على المزي وصاهره وأخذ عنه، وله خصوصية بشيخ الإسلام ابن تيمية. توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة. الدرر الكامنة (١/ ٣٩٩) وطبقات المفسرين (١/ ١١١).
(٤) تفسير ابن كثير (٨/ ٢٨٣) وانظر فتح القدير (٢/ ٢٧٤).
(٥) هو: محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر، إمام المفسرين صدقا وعدلا، الإمام الحافظ‍ المجتهد، الفقيه المحدث اللغوي، صاحب التصانيف، كان من أئمة الاجتهاد يحكم بقوله ويرجع إلى رأية، توفي سنة عشر وثلثمائة. سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>