للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا علم هذا، فالحجة التي ثبتت بخلاف هذه القاعدة هي الآيات والحديث والقرائن التي رجحت لنا القول بأن «الإمام» في الآية هو كتاب الأعمال.

فإن لم يسلّم الإمام الطبري بهذه الحجج، فالمسألة من تنازع القواعد المثال الواحد، وقد سبق في التمهيد تقرير هذا، ومما ورد هناك أن القواعد التي ترجح التفسير الأثري مقدمة على القواعد التي ترجح التفسير الاجتهادي اللغوي، خاصة إذا كان المعنى الذي تفسر به الآية مما عرف في العربية، ولم يخرج إلى الشذوذ والنكارة، وإن كان أقلّ استعمالا من الآخر.

وعللت ذلك بأنه مفيد لغلبة الظن أكثر من الترجيح بغلبة الاستعمال في العربية، ونبهت هناك على بعض أمثلة ذلك، وهذا المثال يندرج تحت تلك الصورة.

إذ علم هذا، فأولى الأقوال بتفسير الآية هو القول بأن «إمامهم» في الآية هو كتاب أعمالهم (١) والله أعلم.


(١) * ومن أمثلة القاعدة - أيضا -:
١ - ما جاء في تفسير قوله تعالى: وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ [النساء: ١٢]. انظر أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٤٤٨)، والمحرر الوجيز (٤/ ٢٤).
٢ - ومنها ما جاء في تفسير قوله تعالى: إِلاّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً [الأنفال: ٣٥]، انظر جامع البيان (٩/ ٢٤٣).
٣ - ومنها ما جاء في تفسير قوله تعالى: تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي [الكهف: ١٧]، انظر البحر المحيط‍ (٧/ ١٥١)، والدر المصون (٧/ ٤٥٨)، وأضواء البيان (٤/ ٣٧).
٤ - ومنها ما جاء في تفسير قوله تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (٥٢) [الكهف: ٥٢]، انظر أضواء البيان (٤/ ١٢٧).
٥ - ومنها ما جاء في تفسير قوله تعالى: لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ [القصص: ٨٥]، انظر جامع البيان (٢٠/ ١٢٦).
وانظر مزيد من الأمثلة في جامع البيان (٥/ ١٩١)، وأحكام القرآن لابن العربي (٤/ ٢١٠)، والمحرر الوجيز (٩/ ١٤٨)، و (١١/ ١٩٧)، وفتاوى ابن تيمية (١٤/ ٧٤)، و (١٧/ ٢٢٣ - ٢٢٦)، والبحر المحيط‍ (٣/ ٥٠٩)، والتفسير القيم ص ٤٦٤، وص ٤٦٩، والموافقات (٣/ ٣٩٣)، وأضواء البيان (٦/ ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>