للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختلف المفسرون في عائد الضمير في «فاقذفيه» و «فليلقه» (١):

فقال بعضهم: هما عائدان إلى التابوت.

وقال آخرون: بل إلى موسى - عليه السلام - في داخل التابوت.

وهذه القاعدة ترجح هذا القول، وذلك؛ لأن سياق الآيات عن موسى عليه السلام والضمائر راجعة إليه من أول الآيات إلى موضع الخلاف وكذلك بعده راجعة إليه، فهو المقصود في الخطاب أولا وآخرا [فهو حاضر في ذهن أمه الموحى إليها، وقذفه في التابوت وفي اليم وإلقاؤه في الساحل أفعال متعلقة بضميره إذ لا فرق في فعل الإلقاء بين كونه مباشرا أو في ضمن غيره؛ لأنه هو المقصود بالأفعال الثلاثة] (٢)

وما جاء التابوت إلا تبعا له، فالضمائر جميعا ترجع إليه؛ لأنه المحدث عنه. وهذا هو ما رجحه أئمة التفسير بهذه القاعدة، وبغيرها.

قال أبو حيان: والظاهر أن الضمير في «فاقذفيه في التابوت» عائد على موسى وكذلك الضميران بعده إذ هو المحدث عنه لا التابوت، إنما ذكر التابوت على سبيل الوعاء والفضلة. اه‍ (٣).

وقال الشوكاني في تفسير الآية: والضمائر كلها لموسى لا للتابوت، وإن كان قد ألقي معه لكن المقصود هو موسى، مع كون الضمائر قبل هذا وبعده له (٤). اه‍

وقال الألوسي: والضمائر كلها لموسى - عليه السلام - إذ هو المحدث عنه والمقذوف في البحر والملقى بالساحل، وإن كان هو التابوت أصالة؛ لكن لما كان المقصود بالذات ما فيه، جعل التابوت تبعا له في ذلك .. والحق أن عدم التفكيك فيما نحن فيه - يعني هذه الآية - أولى اه‍. (٥).


(١) انظر الكشاف (٢/ ٥٣٦)، والبحر المحيط‍ (٧/ ٣٣٠)، وفتح القدير (٣/ ٣٦٤).
(٢) انظر التحرير والتنوير (١٦/ ٢١٦).
(٣) البحر المحيط‍ (٧/ ٣٣٠)، وانظر الدر المصون (٨/ ٣٤ - ٣٥).
(٤) فتح القدير (٣/ ٣٦٤).
(٥) روح المعاني (١٦/ ١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>