للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإطلاق «ما» على الله سبحانه وتعالى.

وربط‍ الموصول بالظاهر وهو فاعل «أخرج» وباب ذلك الشعر ..

ووصله بأول السورة مع تباعد ما بينهما. اهـ‍ (١) أي جعله التقدير: الأنفال لله والرسول والذي أخرجك.

وقال أبو حيان عن أبي عبيدة وقوله هذا: وكان ضعيفا في علم النحو، وقال الكرماني: هذا سهو، وقال ابن الأنباري: الكاف ليست من حروف القسم انتهى.

وفيه - أيضا - أن جواب القسم بالمضارع المثبت جاء بغير لام ولا نون توكيد، ولا بد منهما في مثل هذا على مذهب البصريين، أو من معاقبة أحدهما الآخر على مذهب الكوفيين، أما خلوه عنهما أو أحدهما فهو قول مخالف لما أجمع عليه الكوفيون والبصريون. انتهى كلام أبي حيان (٢).

وقد رد قول أبي عبيدة هذا عامة العلماء؛ لأجل عدم استعمال العرب للكاف بمعنى واو القسم، ولبعده وضعفه من حيث المعنى (٣).

أما أولى الأقوال في إعراب الآية فهو ما اختاره القاضي أبو محمد ابن عطية، ووجه ترجيحه هو مضمون القاعدة السابقة.

قال القاضي أبو محمد: اختلف الناس في الشيء الذي تتعلق به الكاف من قوله:

«كما» حسبما نبين من الأقوال التي أنا ذاكرها بعد بحول الله، والذي يلتئم به المعنى ويحسن سرد الألفاظ‍ قولان. وأنا أبدأ بهما.

قال الفراء: التقدير: امض لأمرك في الغنائم ونفل من شئت وإن كرهوا، كما


(١) مغني اللبيب (٢/ ٥٤٦).
(٢) البحر المحيط‍ (٥/ ٢٧٣).
(٣) انظر غرائب التفسير (١/ ٤٣٤ - ٤٣٥)، وإملاء ما من به الرحمن (٢/ ٣)، والدر المصون (٥/ ٥٦٠)، ومغني اللبيب (٢/ ٥٤٦)، والإتقان (٢/ ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>