للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أهل المشرق والمغرب: كالبهلول بن راشد وعلي بن زياد وأسد بن الفرات وابن أبي حسان وابن القاسم وابن وهب وابن عبد الحكم وابن عيينة ووكيع وابن مهدي ومعن وابن الماجشون ومطرف وأشهب وابن غياث والوليد بن مسلم والطيالسي وغيرهم وكانت رحلته للمشرق سنة ١٨٨ هـ وعنه أئمة منهم ابنه محمَّد ومحمد بن عبدوس وابن غالب ويحيى بن عمر وأحمد بن الصواف وجبلة وحمديس القطان وسعيد بن الحداد وأبو محمَّد يونس الورداني ولازمه كثيراً وأحمد بن أبي سليمان وفرات بن محمَّد وغيرهم قال- في المدارك- بعد ما ترجم لكثير من تلامذته وهناك جماعة معروفون بصحبته غلب على كثير منهم العبادة فالرواة عنه نحو ٧٠٠ انتهت إليه الرئاسة في العلم وعليه المعول في المشكلات وإليه الرحلة ومدونته عليها الاعتماد في المذهب. في أوائل نهاية المتيطي بعدما نوه بالمدونة قال: كانت مؤلفة على مذهب أهل العراق فسلخ أسد بن الفرات الأسدية وقدم بها المدينة يسأل عنها مالكاً ويردها على مذهبه فألفاه قد توفي فأتى أشهب ليسأله عنها ثم أعرض عنه وأتى ابن القاسم وطلب منه ذلك فأبى ولم يزل به حتى شرح الله صدره لما سأله مسألة مسألة فما كان عنده فيه سماع من مالك قال: سمعت مالكاً يقول كذا وكذا حتى أكملها وما لم يكن عنده من مالك بلاغ فيها قال: لم أسمع منه في ذلك شيئاً وبلغني أنه قال فيها كذا وكذا حتى أكملها فرجع إلى بلاده بها فطلبها منه سحنون فأبى ثم توصل لنسخها فانتسخها ورحل بها إلى ابن القاسم فقرأها عليه فرجع عن مسائل كثيرة وكتب إلى أسد بن الفرات أن يصلح كتابه على ما في كتاب سحنون فأنف أسد من ذلك وأباه فبلغ ذلك ابن القاسم فدعا أن لا يبارك له فيها وكان مجاب الدعوة فأجيبت دعوته ولم يشتغل بكتابه ومال الناس إلى المدونة ونفع الله بها وكان سحنون إذا حث على طلب العلم والصبر عليه تمثل بهذا البيت:

اخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

أي لا يحصل العلم إلا بالعناية والملازمة والحث والنصب والصبر على الطلب اهـ ببعض اختصار وبالجملة فإن فضائله جمة جمعها العلماء مفردة ومضافة ولما بلغ من العمر ثمانين سنة عمل طعاماً ونادى عليه بعض الخاصة فسئل عن سببه فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن بلغ عمره ثمانين سنة كتبت حسناته ولم تكتب سيئاته" فعمله شكراً لله، ولد في رمضان سنة ١٦٠ هـ راوده محمَّد بن الأغلب حولاً كاملاً على القضاء ثم قبل منه على شرط أن لا يرتزق له شيئاً على القضاء وأن ينفذ الحقوق على وجهها في الأمير وأهل بيته وكانت ولايته سنة ٢٣٤ هـ ومات وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>