يتولاه في رجب سنة ٢٤٠ هـ وقبره بالقيروان معروف متبرك به ولنا عود للكلام عليه في التتمة [٨٥٤ م].
١٢٥ - ابنه أبو عبد الله محمَّد بن سحنون: الإِمام ابن الإمام شيخ الإسلام وعلم الأعلام الفقيه الحافظ النظار مع الجلالة والثقة والعدالة تفقه بأبيه وسمع ابن أبي حسان وموسى بن معاوية وعبد العزيز بن يحيى المدني وحج ولقي سلمة بن شعيب وأبا معصب الزهري وغيرهما وعنه خلق كثير منهم ابن القطان وأبو جعفر بن زياد، لم يكن في عصره أحذق منه بفنون العلم، له تآليف كثيرة منها كتابه الكبير الجامع لفنون من العلم وكتابه المسند في الحديث وكتاب السير وكتاب تفسير الموطأ وكتاب نوازل الصلاة وكتاب الزهد وما يجب على المتناظرين من الأدب وكتاب أدب المتعلمين وغر ذلك مما هو كثير، مولده سنة ٢٠٢ هـ وتوفي سنة ٢٥٥ هـ[٨٦٨ م] وابنه أبو سعيد محمَّد كان من العلماء الفضلاء.
١٢٦ - أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبدوس: الإمام المبرز العابد الفقيه الحافظ الزاهد المجاب الدعوة، صلّى الصبح بوضوء العشاء ثلاثين سنة، لم يكن في عصره أفقه منه وهو رابع المحمدين الذين اجتمعوا في عصر واحد من أئمة المذهب ابن سحنون وابن عبد الحكم وابن المواز، أخذ عن جماعة منهم سحنون وبه تفقه وتفقه به جماعة منهم القاضي حماسي وأبو جعفر أحمد بن نصر، ألّف كتاباً شريفاً سماه المجموعة معتمداً في المذهب وله كتاب شرح المدونة وكتاب التفاسير في أبواب من الفقه وغير ذلك، ولد على رأس المائتين وتوفي بعد ابن سحنون بخمس سنين.
١٢٧ - أبو الربيع سليمان بن عمران: كان من أهل الفضل وقضاة العدل ومن أعلام العلماء ومن أحضر فقهاء إفريقية جواباً وألطفهم حسناً وأحدهم ذهناً وكان يقول: لو شئت أن أقضي بين الخصمين بلا بينة لفعلت والله ما يقعد بين يدي