مقرئاً مجوداً ضابطاً محدثاً متفنناً واسع المعرفة مأموناً ثقة مع الحظ الأوفر في علم اللسان وعدد من سمع منه أو كتب إليه نيف ومائة قد احتوى على أسمائهم برنامج له ضخم في غاية الاحتفال والإجادة لا يعلم لأحد مثله وكلهم أجازوا له وفي أوائله قال: سألني مَن له رغبة في العلم وعناية بتقييده أن أذكر لهم ما رويته عن المشايخ من الدواوين المصنفة في ضروب من العلم وأنواع المعارف وأن أذكر سندي عنهم فيها إلى مصنفيها وما قرأته من ذلك عليهم أو سمعته منهم بقراءتهم أو قراءة الغير وأن أضيف إلى ذلك ما ناولوني إياه وأجازوه انتهى. فمن الشيوخ الذين أخذ عنهم أبو الحسن شريح أخذ عنه القراءات واختص بها إلى وفاته وكان معوله عليه وسمع منه ومن أبي مروان الباجي وابن العربي وابن حبيش وأبي بكر بن طاهر وأبي عبد الله بن عبد الرزاق وأبي جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبي بكر وأبي القاسم بن بقي وأبي عبد الله بن الحاج وابن مغيث وابن أبي الخصال وابن مسرة ولقي أبا محمَّد بن عطية وأبا الفضل عياض فسمع منهما ومن ابن أخت غانم وابن معمر وأبي الحسن بن الطلاع وغيرهم وأجازه أعلام منهم أبو محمَّد بن عتاب وأبو بحر الأسدي وابن الوراق وابن طريف وابن موهب والرشاطي وأبو طاهر السلفي والإمام المازري وتصدر للإقراء والإسماع وأخذ عنه الناس منهم أبو الخطاب بن واجب مولده بإشبيلية سنة ٥٠٢ هـ وبها توفي سنة ٥٧٥ هـ وكانت جنازته مشهودة حضرها الأمير وغيره.
٥٠١ - أبو المحاسن يوسف بن عبد الله بن سعيد: يعرف بابن عياد الأندلسي العالم المتفنن في فنون شتى الفقيه الراوية الثبت المحدث الحافظ روى عن القاضي ابن العربي والتجيبي ولقي أبوي الحسين بن هذيل وابن النعمة وأبا الوليد بن الدباغ وأبا الحسن بن يعيش وابن خيرة وجماعة فسمع منهم وأخذ عنهم وكتب إليه ابن ورد وأبو محمَّد بن عطية حدث عنه ابناه وابن غبلون له ذيل على صلة ابن بشكوال وبرنامج وشرح على منتقى ابن الجارود وبهجة الكتاب في شرح الشهاب وأربعون حديثاً في النشر وأحوال الحشر والمنهج الرائق في المدخل لعلم الوثائق وبهجة الحقائق في الزهد والرقائق والكفاية في مراتب الرواية وطبقات الفقهاء من عصر ابن عبد البر إلى وقته، مولده سنة ٥٠٥ هـ وتوفي شهيداً سنة ٥٧٥ هـ[١١٧٩م].