٥٢٧ - أبو محمَّد قاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف الرعيني الشاطبي: الضرير الإِمام المتفنن البصير المتفق على جلالته وفضله وديانته، العالم بكتاب الله عزّ وجل قراءة وتفسيراً وبحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المبرز فيه، يصحح عليه البخاري ومسلم والموطأ من حفظه أخذ القراءات عن ابن الرهبيل وغيره وأخذ وسمع من أبي عبد الله بن سعادة ومحمد بن عبد الرحيم بن الفرس وأبي الحسن بن هذيل القراءات وسمع منه ومن أبي الحسن بن النعمة وحضر عند الحافظ السلفي وابن بري وجماعة وانتفع به جماعة منهم أبو الحسن بن خيرة ومحمد بن عمر القرطبي وابن الحاجب. نظم القصيدة المسماة بحرز الأماني في القراءات أبدع فيها كل الإبداع تشتمل على ١١٧٢ بيتاً وهي عمدة القراء من زمنه إلى الآن، وقصيدة دالية بها خمسمائة بيت من حفظها أحاط علماً بكتاب التمهيد لابن عبد البر. كان يحفظ وقر بعير من العلوم. ولد سنة ٥٣٨ هـ وتوفي سنة ٥٩٠ هـ[١١٩٤م] بمصر وقبره بالقرافة متبرك به؛ مستجاب الدعاء عنده.
٥٢٨ - أبو محمَّد عبد الله بن محمَّد بن علي بن عبد الله بن ذي النون: من أهل المرية يعرف بابن عبيد الله، الإِمام العالم المسند الواسع الرواية المتفنن في العلوم مع الغاية في الصلاح والورع والعدالة والفضل والجلالة، سمع أبا القاسم بن ورد وأبا الفضل بن شرف وأبا محمَّد الرشاطي وأبا الحسن القضاعي وناظر أبا الحسن بن نافع في المدونة وسمع من أبي الحسن بن موهب فهرسته وأخذ عن أبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن مكي وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح وأبي إسحاق بن حَبيش وغيرهم، سمع منهم وأكثر عنهم. قرأ على شريح صحيح البخاري في رمضان سنة ٥٣٤ هـ في إحدى وعشرين دولة وقد اجتمع للسماع منه نحو الثلاثمائة من أعيان طلبة البلاد وكان شريح لطول عمره قد انفرد بعلو الإسناد فيه لسماعه إياه من أبيه وأبي عبد الله بن منظور عن أبي ذر الهروي وكان الناس يرحلون إليه بسببه من سائر الجهات وقد عين لقراءته شهر