رمضان في كل سنة فأكثر الازدحام عليه وكتب لصاحب الترجمة جماعة منهم أبو بكر بن طاهر وأبو الفضل بن عياد وأبو طاهر السلفي والإمام المازري، في شيوخه كثرة وجل روايته عن ابن العربي. كان الناس يرحلون إليه للسماع لعلو سنده ومتانته مع كثرة العلم وجودة الفهم وأخذ عنه من لا يعد كثرة وحدثوا عنه منهم أبو سليمان بن حوط الله قرأ عليه وسمع منه كتباً كثيرة تزيد على المائة وأبو القاسم بن حَبيش وأبو الربيع بن سالم، له برنامج ودعي للقضاء فامتنع رغبة في الخمول وخرج من المرية بعد تغلب العدو على مرسية ثم إلى مالقة ثم إلى فاس ثم إلى سبتة فاستوطنها وأقام بها بقية عمره يقرىء القرآن ويسمع الحديث وبعد صيته وعلا ذكره. مولده سنة ٥٠٥هـ وتوفي بسبتة سنة ٥٩١ هـ[١١٩٤ م].
٥٢٩ - القاضي أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمَّد بن مضاء اللخمي: أوحد من ختمت به المائة السادسة، الفقيه العالم الراوية المحدث الجامع بين المعقول والمنقول، أخذ عن أبي عبد الله بن أصبغ وابن المناصب وابن مسرة وسمع ابن العربي وأكثر عنه ولقي أبا محمَّد عبد الحق بن عطية وأبا اعبد الله بن وضاح وأبا جعفر عبد الرحمن البطروجي وأبا جعفر حفيد مكي والرشاطي والقاضي عياض وابن بشكوال وأحمد بن رشد وغيرهم وسمع منهم وأجاز له أبو الحسن بن موهب. أكثر من الرواية وله أسمعة كثيرة وعنه أخذ جماعة منهم محمَّد بن محمَّد زرقون وأبو الخطاب بن خليل وأبو الحسن الغافقي وأبو العباس بن عبد الملك والقاضي أبو بكر بن محرز وعمر بن محمَّد الشلوبين ومحمد بن الشراط وأبو الحسن بن قطرال وابنا حوط الله أبو سليمان وأبو محمَّد وآخر مَن حدّث عنه عمر بن حوط الله. له تآليف في النحو وغيره منها تنزيه القرآن عما لا يليق بالبيان. مولده سنة ٥١٣ هـ وتوفي سنة ٥٩٢ هـ[١١٩٥م].
٥٣٠ - أبو بكر محمَّد بن أبي مروان عبد الملك بن أبي العلاء زهر: العالم الكبير الوزير الشهير عين بيته وإن كانوا كلهم أعياناً علماء رؤساء حكماء وزراء شارك صاحبه ابن رشد الحفيد في بعض شيوخه، قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية في المغرب في شعراء المغرب كان شيخنا الوزير ابن زهر بمكان من اللغة