وأبو الحسن الرشيد وصنف وانتفع الناس به، مولده سنة ٥٤٧ هـ وتوفي سنة ٦٣٢ هـ[١٢٣٤م].
٥٥٨ - أبو المكارم هبة الله بن الحسين المصري: الإِمام العارف بالأصول الحافظ للحديث الشيخ الفاضل، دخل للأندلس وولي قضاء إشبيلية ثم استصحبه المنصور معه في غزوة قفصة وولاه قضاء تونس وتوفي وهو يتولاه سنة ٦٣٦ هـ[١٢٣٨ م].
٥٥٩ - الوزير الصاحب صفي الدين عبد الله بن علي بن حسين العبدري المالكي: كان عالماً جليلاً محباً للعلماء والصالحين كثير البذل إليهم والتفقد لأحوالهم. تفقه بأبي بكر بن عتيق البجائي وبه تخرج وأبي القاسم مخلوف المعروف بابن جارة وسمع عليه وعلى أبي طاهر السلفي وأبي طاهر إسماعيل بن مكي وأجازه أبو القاسم ابن الحافظ أبي القاسم ابن عساكر وأبو محمَّد عبد الله بن بري وأبو القاسم هبة الله البوصيري المنستيري وعنه أخذ الحافظ زكي الدين المنذري. ألّف كتاب البصائر في الفقه على مذهب مالك. لم أقف على وفاته.
٥٦٠ - رشيد الدين أبو محمَّد عبد الكريم بن عطاء الله الجذامي الإسكندري: العالم الجليل الإِمام المحقق المؤلف المدقق الفقيه الأصولي المتففن المحرر المتقين، كان رفيق ابن الحاجب في الأخذ عن الأبياري وبه تفقه وأخذ عن أبي الحسين بن جبير وعنه جماعة منهم ابن أبي الدنيا الطرابلسي وكان أخذه عنه سنة ٦٢٤ هـ. له تآليف غاية في التحرير والتحقيق منها البيان والتقريب في شرح التهذيب. جمع علوماً كثيرة وفوائد غزيرة في نحو سبع مجلدات واختصر التهذيب اختصاراً حسناً واختصر مفصل الزمخشري وغير ذلك. لم يذكر وفاته صاحب الديباج وفي حسن المحاضرة توفي في رمضان سنة ٦١٢ هـ[١٢١٥م] قلت تأمله مع ما يأتي في ترجمة ابن أبي الدنيا الطرابلسي وترجمة أبي العباس بن المخلطة وتلميذه أبي العباس بن هلال الملخصة من الديباج حيث قال إنه تفقه بابن المخلطة وهو بابن فراج وهو بأبي محمَّد عبد الكريم ابن عطاء الله وهو بأبي بكر الطرطوشي وهكذا في كثير من الإجازات وبعض كتب الفقه والحال أنه رفيق ابن الحاجب في الأخذ عن الأبياري المتوفى سنة ٦١٨ هـ وهو أخذ عن أبي طاهر إسماعيل بن مكي وهو عن