أبي بكر الطرطوشي فطريق ابن المخلطة يظهر منه أنه وقع إسقاط راويين الأبياري وابن مكي ويؤيد ما ذكرناه طريق ابن مرزوق الجد حيث إنه أخذ عن ابن راشد القفصي وهو عن الشهاب القرافي والناصر ابن المنير والناصر الأبياري ثلاثتهم عن ابن الحاجب عن الشمس الأبياري عن أبي طاهر بن مكي عن أبي بكر الطرطوشي.
٥٦١ - أبو عمرو جمال الدين عثمان بن عمر بن أبي بكر يونس: المعروف بابن الحاجب المصري ثم الدمشقي ثم الإسكندري الفقيه الأصولي المتكلم النظار خاتمة الأئمة المبرزين الأخيار العلامة المتبحر إمام التحقيق وفارس الإتقان والتدقيق كان ركناً من أركان الدين علماً وعملاً أخذ عن أبي الحسن الأبياري وعليه اعتماده وأبي الحسين بن جبير وقرأ على الإِمام الشاطبي القراءات وعلى الإِمام الشاذلي الشفاء وغيره وعنه جلة منهم الشهاب القرافي والقاضي ناصر الدين بن المنير وأخوه زين الدين والقاضي ناصر الدين الأبياري وأبو علي ناصر الدين الزواوي وهو أول من أدخل المختصر الفرعي ببجاية ومنها انتشر بالمغرب. حدث عنه الشرف الدمياطي وغيره، له التصانيف البالغة غاية التحقيق والإجادة، منها مختصره الفرعي اعتنى العلماء بشرحه شرقاً وغرباً وبالغ الشيخ ابن دقيق العيد في مدحه أوائل شرحه عليه، يقال إنه اختصره من ستين ديواناً وفيه ست وستون ألف مسألة ومنها مختصره الأصلي ثم اختصره والمختصر الثاني هو كتاب الناس شرقاً وغرباً، سماه منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل في كشف الظنون وهو مختصر غريب في صنعه بديع في فنه غاية في الإيجاز يضاهي الألغاز وبحسن إيراده يحاكي الإعجاز، اعتنى بشأنه العلماء الأعلام في سائر الأقطار ومنها الكافية في النحو ونظمها الواقية ومنها الشافية في التصريف والمقصد الجليل في علم الخليل نظماً وشرحه جماعة منهم محمَّد بن محمَّد الصفاقسي والأمالي في النحو في غاية الإجادة وشرح المفصل للزمخشري وجمال العرب في علم الأدب وله عقيدة وله غير ذلك في فن القراءات وغيره. مولده سنة ٥٧٠ هـ ومات بالإسكندرية في شوال سنة ٦٤٦ هـ وفي حسن المحاضرة مات عن ٨٥ سنة.
٥٦٢ - أبو محمَّد عبد العزيز بن عبد الوهاب بن أبي طاهر إسماعيل بن