كثرة. كان جامعاً لجميع علوم الظاهر لا سيما علم التفسير له فيه نفس عال والحديث، أما علوم الأسرار فقطب رحاها وشمس ضحاها ومن قرأ أحزابه وأوراده علم أن الله أيده بتوفيقه. فضائله جمة ذكرت مفردة ومضافة أفردها بالتأليف ابن الصباغ وابن عياد وابن عطاء الله وغيرهم وغالب الطرق المشهورة ترجع إلى طريقته؛ وقصد الحج وتوفي في طريقه بحميثرة من صعيد مصر في شوال سنة ٦٥٦ هـ[١٢٥٨م]، وقبره هناك معروف متبرك به حتى الآن. مولده سنة ٥٧١ هـ.
٦٥٥ - قاضي القضاة بالديار المصرية تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبسى بن مروان السعدي المصري: المعروف بابن الأخنائي الفقيه الفاضل الشيخ الصالح الخير من عدول القضاة وخيارهم ومن بقية الأعيان فقهاء الزمان. سمع من أبي بكر الدمياطي وأكثر عنه وسمع بمكة من ابن عساكر وغيره عمر وأسند له تآليف وأوضاع حسنة مفيدة. توفي سنة ٦٥٨ هـ[١٢٥٩م].
٦٥٦ - أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر: المصري الأصل السارمساحي المولد الإسكندري المنشأ كان إماماً فقيهاً في مذهب مالك عالماً بحراً لا تدركه الدلاء رحل لبغداد سنة ٦٣٣ هـ وتلقاه الخليفة المستنصر بالله بالترحيب والإقبال وقبول الآمال ألقى عليه بعض العلماء مسألة بيوع الآجال فقال: أذكر فيها ثمانين ألف وجه فاستغرب فقهاء بغداد ذلك فشرع يسردها عليهم إلى أن انتهى إلى مائتي وجه فاستطالوها واعترفوا بفضله. ألّف كتاب نظم الدرر في اختصار المدونة اختصرها على وجه غريب وأسلوب عجيب من النظم والترتيب وشرحه بشرحين وله كتاب الفوائد في الفقه وكتاب التعليق في علم الخلاف وكتاب شرح آداب النظر وله شرح الجلاب وغير ذلك. مولده سنة ٥٨٩ هـ وتوفي سنة ٦٦٩ هـ[١٢٧٠م].
٦٥٧ - علم الدين قاضي القضاة بالإسكندربة أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق الربعي: العالم العلامة من سادات المشايخ وفضلائهم الفهامة جمع بين العلم والعمل شيخ المالكية هو وأبوه وجده من بيت علم وعدالة وفضل وجلالة سمع من أبيه وأبي الحسن علي بن أحمد بن خيرة وأبي الحسن المقدسي وابن جبير وجماعة. سمع منه جماعة منهم أبو العباس بن محمد الظاهري والشهاب الأربلي. مولده سنة ٥٩٥ هـ وتوفي سنة ٦٨٠ هـ[١٢٨١م].