وشعره مدوّن مشهور وقد أخبرني بجميعه الشيخ الفقيه أبو محمد بن فائد الكلاعي بقراءتي عليه قال: سمعته يقرأ على ناظمه وبعدما أطال الثناء عليه ختم رحلته بقصائد في المديح من نظمه. وكانت وفاته بالمهدية سنة ٦٩٠ هـ[١٢٩١م]، مولده سنة ٦٢٣ هـ. قلت: والشيخ أبو علي المذكور وصاحبه الشيخ عبد الغني المزوغي كانا من أصحاب الإِمام الشاذلي ومن أعيان الفضلاء الصلحاء وفي المفاخر العلية ومن أصحاب أبي الحسن الشاذلي أبو علي يونس المذكور وسافرا معاً إلى المشرق وتعرض لذكر أبي علي وعبد الغني المذكور الشيخ مقديش في تاريخه وأثنى عليهما. قلت: وضريحهما بمقامهما المشهور بمقبرة المنستير مزار متبرك به وفي رسالة للشيخ حسن الهدة مفتي سوسة كان ضريحهما قرب شاطئ البحر ولما خشي عليهما منه نقلا إلى مقامهما المذكور أواخر القرن الثاني عشر وكان هو المتولي لنقلهما بالإذن من أمير الوقت.
٦٨٢ - قاضي الجمعة تقي الدين أبو القاسم بن أبي بكر بن مسافر اليمني التونسي: ويقال أبو أحمد المعروف بابن زيتون، القاضي العادل العالم الكامل مفتي إفريقية وقطب أصولها وفروعها المرجوع إليه في أحكامها، تفقه بأبي عبد الله السوسي الرعيني وأبي القاسم بن البراء تولى القضاء مرتين ورحل للمشرق مرتين الأولى سنة ٦٤٨ هـ أخذ فيها عن أعلام منهم سراج الدين الأرموي والعز بن عبد السلام والحافظ المنذري والشرق المرسي والرشيد العطار وعبد الغني بن سليمان وأجازوه والفخر بن الخطيب وأتى بتعاليم المشرق. والثانية سنة ٦٥٦ هـ ثم رجع لتونس. له رواية واسعة، ترجم له ابن رشيد والعبدري في رحلتيهما وأثنيا عليه كثيراً وكان يرى ادخار العامين بتونس لا ينافى التوكل لفساد أعرابها وقلة المطر بها. موله سنة ٦٢١ هـ وتوفي سنة ٦٩١ هـ[١٢٩١م].
٦٨٣ - أبو زيد عبد الرحمن بن عبد السلام الأسيدي الأنصاري القيرواني: من ولد سعد بن حضير رضي الله عنه يعرف بابن الدباغ الفقيه في العلوم عقليها