للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلدون ثم صرف عنه لابن عمه الشمس البساطي. له شرح على مختصر شيخه خليل وشرح قصيدة بانت سعاد والبردة وألفية ابن مالك وغير ذلك. مولده سنة ٧٤١ هـ وتوفي في جمادى الآخرة سنة ٨٢٩ هـ[١٤٢٥م].

٨٩٣ - شمس الدين قاضي القضاة أبو عبد الله محمَّد بن أحمد البساطي الطائي: الإِمام الهمّام شيخ شيوخ الإِسلام وفريد العصر والأوان المتفنن البارع في المعقول والأصلين والعربية والبيان أخذ عن نور الدين الجلاوي المقرئ وبه تفقه وولي الدين بن خلدون وبه انتفع وبهرام وأخيه نور الدين والأقفهسي وجماعة، وعنه الشيخ عبادة وأبو القاسم النويري والثعالبي والنور السنهوري ومحمد بن فرحون والقلصادي وعبد القادر المكي والشمس السخاوي والتقي الشمني ومحمد النويري وغيرهم ألّف المغني في الفقه وشرحه لم يكمل وشفاء الغليل على خليل لم يكمل وكمله أبو القاسم النويري وشرح ابن الحاجب الفرعي لم يكمل وحاشية على المطول وحاشية على المواقف وحاشية على المطالع وشرح تائية ابن الفارض والدريدية وقصة الخضر عليه السلام وله مقدمة في أصول الدين ومقدمة في علم الكلام وغير ذلك. أطال الثناء عليه في نيل الابتهاج ونقل عنه ما أثبته ابن حجر حيث قال: قال الحافظ ابن حجر: وعلقت من فوائده حال سفرنا مع الأشرف ما معناه أنه سئل بحضرة السلطان الظاهر تطر عن قول يعقوب عليه السلام لأولاده لما رجعوا من عند يوسف عليه السلام وقالوا له إن ابنك سرق إلى قوله تعالى: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أمراً} ما هو الذي سولته أنفسهم لهم مع أنه لم يكن لهم علم في القضية ولا تصنع ولا تسبب في أخذ أخيهم منهم بل جهدوا على أن يأخذوا بدله فلم يجابوا لذلك قال: وكان في المجلس جمع من الفضلاء فأكثروا الخبط وما تحصل من جوابهم شيء قال: فنمت تلك الليلة فرأيت قائلاً يقول: هل تعرف جواب السؤال الذي سألته؟ فقلت: لا. فقال: إن يعقوب عليه السلام أشار إلى أنهم ما نصحوا في قولهم جزاؤه من وجد في رحله لأن شرعهم إنما كان من يسرق يسترق في جناية السرقة ولا بد من تحقيق السرقة ووجدانُ المفقود في رحل الشخص لا يثبت سرقته فلو قالوا جزاؤه إن سرق أن يؤخذ مثلاً لنصحوا، قال الحافظ ابن حجر: فقلت: الذي يظهر أن يعقوب عليه السلام لما عادوا إليه بدون أخيهم تذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>