صنيعهم في يوسف فأشار إلى ما صنعوا بيوسف بقوله:{سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا} فإن قصتهم مع يوسف كانت مبدأ حزنه وهو الذي تفرع منه جميع ما اتفق له ويؤيده قوله عقب كلامه - صلى الله عليه وسلم - {وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} وقوله قبل ذلك: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} وقوله: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} وقوله: {اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} فإن ذلك كله يدل أنه لم يكن لييأس من حياة يوسف وأشار إلى أنه كان ظن في الجهة التي فيها أخوه والله أعلم. وظهر في جواب آخر وهو أن متعلق التسويل في هاته القصة غير متعلق التسويل في قصة يوسف فالذي في قصة يوسف أن زينت لهم أنفسهم أن يبعدوه عن أبيه فصنعوا وأظهروا أن الذئب أكله والذي في قصة أخيه يحتمل أن يكون المراد به الإشارة إلى عملهم بالقرينة وهي وجدان الصاع في رحله فكأنه قال لهم جواباً لقولهم إن ابنك سرق: لا لم يسرق بل زينت لكم أنفسكم أنه سرق يكون الصالح في رحله ولم يكن في باطن الأمر كذلك ولم يرد أن أنفسهم زينت لهم إعدامه كما في قصة يوسف والله أعلم انتهى. مولده سنة ٧٦٨ هـ واستقر في القضاء نحواً من عشرين سنة وتوفي وهو يتولاه في رمضان سنة ٨٤٢ هـ[١٤٣٨م] وصلّى عليه الحافظ المذكور واستقر بعده في القضاء البدر التنسي.
٨٩٤ - أبو حفص عمر بن يوسف اللخمي الإسكندري: عرف بالتلقوني الإِمام الفقيه الصالح العالم المتفنن المؤلف المتقين أخذ عن محمَّد بن يعقوب الغماري وأذن له في التدريس والإفتاء وعن أبي القاسم العبدوسي وأذن له أيضاً في التدريس والإفتاء له مؤلفات ومنظومات متباينة كالجوهرة الثمينة في مذهب عالم المدينة في ستمائة بيت ورجز في العبادات نحو خمسين بيتاً وشرحها في مجلد وبهجة الفرائض وشرحها وله أراجيز في العربية وغيرها منها واحدة ضمنها ما في التلخيص من الزيادة في مائتي بيت وأفرد أصول أبي عمرو في بحر الشاطبية ورويها وله تفسير الفاتحة ومن سورة النساء إلى آخر القرآن العظيم في مجلد. مولده سنة ٧٧١ هـ وتوفي سنة ٨٤٢ هـ[١٤٣٨م].
٨٩٥ - أبو ياسر شمس الدين محمَّد بن عمار بن محمَّد عرف بابن عمار المصري: الإِمام العلامة الفقيه المتفنن الفهّامة العمدة الفاضل المحقق المؤلف