الفقهاء الفضلاء شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ، أخذ عن الشيخ محمد براؤ والشيخ عاشور القسنطيني والشيخ أبي الحسن النفاتي وغيرهم وعنه الشيخ محمد زيتونة والشيخ حمودة العامري وجماعة. ألّف تآليف منها سمط اللآل في التعريف بما في الشفا من الرجال كتاب غريب في بابه يحتوي على عشرة أجزاء ضمن فيه الكثير من شوارد المسائل والتحريرات واللطائف والتراجم والأخبار ما يسلي الغريب ويفيد العالم اللبيب وقرظه الكثير من علماء عصره منهم الشيخ محمد فتاتة والإمام المفتي الحنفي الشيخ عبد الكبير درغوث ولما اطلع على هذا التقريظ الشيخ محمد زيتونة كتب ما ملخصه: هذه بنات أبكار وعرائس أفكار ونفائس سجع برزن من وراء الستار جالسة على منابر العز متنافسة مرتضعة من ثدي الآداب رحيق الزلال منبهة على عظم مقدار سمط اللآل.
نمقتها يد المحاسن فضلا ... من همام موضح المشكلات
صادع بالدليل في كل خطب ... ناصر الحق قدوة الإثبات
وتوفي صاحب الترجمة سنة ١١١٤هـ[١٧٠٢م].
١٢٦٩ - أبو عبد الله محمد: الشهير بالغماد من بيت علم وأبوه شيخ قبله، أخذ عن منلا أحمد كان هذا الفاضل من أعلام العلماء الأفاضل جيد الحفظ فقيهاً محدثاً عالماً باللغة والنحو والمنطق وهو أول من ولي التدريس بالمدرسة المرادية وتخرج به جماعة من الفحول كل شيخ منهم أشير إليه بالخناصر منهم الشيخ محمد زيتونة. توفي سنة ١١١٥هـ[١٧٠٣م].
١٢٧٠ - أبو الحسن علي بن أبي بكر بن ميمون الصفاقسي: الإمام العالم بكثير من الفنون الكثير الكرامات، أخذ عن والده والشيخ اللومي وأخذ علم الباطن عن الشيخ الوحيشي وعنه الشيخ محمد المراكشي وغيره، له موشحة في كلام القوم شرحها الشيخ عبد الوهاب الأزهري ومدحه بقصيدة أرسلها معه. توفي سنة ١١١٥هـ[١٧٠٣م].
١٢٧١ - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم فتاتة التونسي: الشيخ العارف المستجمع للعلوم والمعارف فريد عصره وأوانه الممتاز بالفضل على أقرانه، أخذ عن تاج العارفين البكري وابنه أبي بكر وأبي الفضل المسراتي ومحمد براو وغيرهم وعنه أبناؤه أحمد وإبراهيم وحموده وسعيد الشريف وعبد القادر الجبالي والوزير السراج ومحمد زيتونة والخضراوي ومن لا يعد كثرة ووجد بخط يده لما وقع الفتح العثماني كان من رأي أمير تونس في ذلك الوقت أن يبني حصناً عظيماً بقلاع حلق الوادي