للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأذن بالاستعانة بحجارة الحنايا ولم يمكن التوصل لهدمها إلا بالألغام وقيل في وصفها بعد ذلك:

تمتع من بقايا للحنايا ... بأبدع منظر تصبو إليه

تأمل صنع أرسمها البواقي ... وقد مد الفناء لها يديه

كسطر بعض أحرفه وقوف ... وبعض لاح مضروباً عليه

وكان يقول الشعر ويجيده من ذلك قوله يصف روضاً حله متنزهاً ومعه مغن يعرف بالحمائم موريا:

وروض حللناه كان نواره ... قلائد در في نحور النواعم

إذا ما شدت أطياره في غصونه ... ومالت سواقيه كبيض الصوارم

وجدت لذيذ الخمر في طعم مائه ... وشنفت سمعاً من غناء الحمائم

وفي سنة ١٠٨٨ هـ كانت الفتنة المشهورة في مدة محمد باي وأخيه علي وعمهما وتسبب عنها القبض على صاحب الترجمة وسجنه مع رفيقه مفتي الحنفية أبي المحاسن يوسف درغوث وقتل هناك ونجا صاحب الترجمة لفراره ليلاً من بين العسس واختفائه بدار تلميذه الشيخ سعيد الشريف ثم فرج الله عنه وتولى الفتيا سنة ١٠٩٠هـ وزانها بعلمه وعمله ثم امتحن بقتل ابنه حمودة على نحو ما شرحناه في التتمة الآتية وكان قتله سنة ١١٠٩هـ وقد كان من أعلام العلماء. أخذ عن والده وغيره، وعنه الشيخ محمد زيتونة وغيره وصاحب الترجمة هو الذي كمل شرح الدرة لأبي زيد الأخضري، وتوفي سنة ١١١٥هـ.

١٢٧٢ - أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي: الإمام المقرىء المحدّث المسند العلامة الفقيه المتكلم المحقق المتفنن الحامل راية العلوم باليمين القدوة المربي المتمسك بعرى الدين السالك سنن المهتدين والفضلاء الواصلين. رحل لتونس ثم للمشرق وأخذ عن أعلام جمعهم في فهرسة حافلة بالفوائد ومحل الحاجة منها أنه رحل لتونس في عنفوان الشباب وقرأ على الشيخ عاشور القسنطيني والشيخ سليمان الأندلسي والشيخ محمد القروي وأثنى عليهم ثم رحل لمصر وأخذ عن أئمة منهم المسند أبو إسحاق المأموني الشافعي والأستاذ أحمد السنهوري المالكي والمحقق أبو بكر الشنواني وشيخ الشيوخ محمد الخفاجي والد الشهاب

<<  <  ج: ص:  >  >>