ثم فارقها تحت عناية علي باشا متولياً مشيخة المدرسة العاشورية وأخذ عنه أعلام منهم ابناه محمَّد وأحمد والشيخ مقديش والشيخ الحسين الورتيلاتي. توفي في تونس في حدود سنة ١١٦٩ هـ[١٧٥٥ م].
١٣٧٩ - وابنه أبو العباس أحمد: المذكور التونسي المولد والقرار، الإِمام العارف الصوفي الزاهد الفاضل العالم العامل العابد. نشأ في حجر والده في عفة وأمانة وعفاف وديانة. قرأ عليه وعلى الشيخ محمَّد الغرياني وجماعة وتكمل في العلوم والمعارف مع صفاء ذهنه وسرعة إدراكه وتوقد خاطره وكمال حافظته، وكان والده يحبه ويعتمد على ما يقوله في تحرير نقله وبلغ من الصلاح والتقوى الغاية، واشتهر بإفريقية أمره وشاع ذكره وأحبه الصغير والكبير وكان منفرداً على الناس منقبضاً على مجالسهم ولا يخرج إلا لزيارة ولي أو في العيد لزيارة والده وللباشا علي باي اعتقاد فيه وعرض عليه الدنيا مراراً فلم يقبلها وعرضت عليه المدارس التي كانت بيد والده فأعرض عنها وعكف على مذاكرة العلوم مع خواص أصحابه ومطالعة الكتب الغريبة واجتمع عنده منها شيء كثير وكان يرسل في كل سنة قائمة للشيخ محمَّد مرتضى فيشتري له مطلوبه وكان يكاتبه ويراسله كثيراً. توفي سنة ١١٩٣هـ.
١٣٨٠ - أبو العباس أحمد الماكودي: من بيت الماكودي بفاس الشهير بالعلم والفضل، العلامة الفقيه الأفضل المحدّث المسند الراوية العمدة الأكمل. أخذ عن الشيخ أحمد بن مبارك وأجازه إجازة عامة سنة ١١٤٣ هـ بسنده المشهور وعن أبي الحسن الحريشي وقدم تونس وحصلت له بها شهرة تامة وتقلد الفتيا وتصدر للتدريس، وأخذ عنه أعلام منهم الشيخ مقديش ومحمد بيرم شيخ الإِسلام الأول وأجازه وهو أجاز ابنه شيخ الإِسلام الثاني وحفيده شيخ الإِسلام الثالث والحفيد أجاز الشيخ الشاذلي ابن المؤدب. له تحرير في وفيات الفقهاء السبعة وفهرسة وتولى الفتيا على عهد علي باشا وتوفي سنة ١١٧٠ هـ.
١٣٨١ - أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد الجمني: فهو ابن أخي الشيخ إبراهيم الجمني المتقدم الذكر، الفقيه القدوة الفاضل العالم العامل. أخذ عن عمه المذكور وورث سره وقام مقامه في التدريس في مدرسته بحربه وحصل منه النفع الكثير. أقرأ المختصر نحواً من ستين مرة في كل ثلاثة أشهر ختمة. وممن أخذ عنه الشيخ مقديش. توفي سنة ١١٧٠ هـ.