الخاص والعام وكتب إليه مهنئاً أبو العباس الشيخ أحمد بن أبي الضياف بعد الحمدلة والتصلية ما نصه: لم أدرِ والله تعالى أعلم نهني الخطة أم نهنيك، والذي ملأ الكون يكفيك أبقديمك الموجب لتقديمك أو بحديثك الموجب لطيب حديثك ومن لي بناظم العلوم بعد انتشارها ومقيل عثارها والآخذ بثارها والمخلد لآثارها علم التقوى وعماد الفتوى وركن العلم الأقوى الذي أخذ رايته باليمين الشيخ سيدي أحمد بن حسين رئيس المفتين بهذه الحاضرة التونسية لا زالت آراؤه سديدة وتصرفاته حميدة وأزمة النفع بيده مديدة ميمونة سعيدة أما بعد السلام التام المؤدي بحق المقام كلما حن مشتاق إلى اللقا ومال وبلغ تلك الآمال وحمد غب الأعمال فإن الإنسان كما علم سيدي أسير الأقدار مسلوب الاختيار يقلعه الفاعل المختار إلى كل ما يختار وقد اختاركم الله سبحانه لهذا المنصب الشريف وهو أعلم باختياره ولا ينازع في مقداره وقدم على مصلحتكم مصلحة عباده وهو أعلم بمراده فطب سيدي نفساً ودم سروراً وأنساً ولا تحرك حدساً لأن من قلدك هاته الأمانة تكفل لك بالإعانة حيث لم تطلبها بلسان مقال ولا لسان حال بل كرهتها والترحال قال في كتابه المنزل على مَن أرسله بشيراً ونذيراً وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ونحن نحمد الله ونشكره على بلوغ المراد حيث لم يرنا في مقام شيخنا إلا أعز تلامذته الجهابذة النقاد. وما حصل لنا في ولايتكم من البشرى كاد أن ينسينا ما به الطامة الكبرى. وأشهد الله سبحانه أنه قدس سره كان يتوسم في أوصافك الحسنى ما أوتيته من المقام الأسنى وأنه كان يدعو لك على ظهر الغيب ومات راضيًا عنك بلا ريب. وهذه إشارة أقدمها بين يدي تهنئتكم بالولاية وتهانينا بكم لكمال الرعاية فإنك بحمد الله تعالى من رجالها وفارس مجالها. بل أنت نادرة الدهر وكفؤها المليء بالمهر ولولا أن الله تعالى يقول: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥)} ما ذكرت سيدي بنعم الله تعالى عليه التي تعجز شكر الشاكرين ولولا عائق المرض ومنع الطبيب من كل عرض لأعملت قدمي قبل إعمال قلمي لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله والله سبحانه وتعالى يعينكم على ما أولاكم والسلام اهـ أخذ صاحب الترجمة عن الشيخ إبراهيم المذكور وانتفع به وأجازه بما في ثبتي الشيخين الأمير والصباغ وعن الشيخ الطاهر بن مسعود والشيخ حسن الشريف وغيرهم، وعنه جماعة منهم ابنه شيخنا وأستاذنا حسين وأجازه بما في الثبتين. له فتاوى وتقارير على شرح التاودي على التحفة وعلى شرح الدردير على المختصر غاية في التحرير. توفي سنة ١٢٨٥ هـ.