للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمَّد بن عبد القادر الفاسي: كان سيداً كاملاً سني المذهب قويم الحجة مشهوداً له بالصلاح معروفاً بالتقوى والاستقامة فقيهاً قدوة علامة وكان صاحب كرامات ظاهرة وعطايا وافرة ونشأ في كفاله والده وجده وقرأ القرآن ثم علوم الدين على والده وقريبه ابن عبد السلام وأبي عبد الله محمَّد القادري وأبي عبد الله التاودي وأبي عبد الله محمَّد بن حسن البناني وزين العابدين العراقي وعبد الكريم اليازغي وعبد القادر بن شقرون وكان مصادقًا للعارف أبي حامد العربي الدرقاوي وأقرانه، وأخذ طريقة آبائه الفاسية الشاذلية عن أبيه عبد الحفيظ عن آبائه إلى أبي المحاسن يوسف الفاسي بأسانيده، وعنه أبو المواهب عبد الكبير الفاسي ورواها صاحب الترجمة من طريقه وحج ولقي جماعة من العلماء وكان من جلة العلماء الذين اصطفاهم السلطان المولى سليمان للحضور بمجلسه لقراءة كتب الحديث ولازمه سفراً وحضراً وكان خطيباً للسلطان محمَّد ثم لابنه سليمان المذكور وأسندت إليه خطابة القرويين وهي وراثة فيهم منذ أمد بعيد واستمرت بأيديهم حتى الآن وكان يحب السماع ويميل إلى إباحته وجوازه. توفي سنة ١٢٦٠ هـ[١٨٤٤ م].

١٥٩٩ - أبو العباس أحمد بن باب ابن عثمان بن محمَّد بن عبد الرحمن بن الطالب الشنجيطي التجاني العلوي: الفقيه الأديب العلامة المشارك الأريب الألمعي الفهّامة، كانت له اليد الطولى في العلم وخصوصاً في فن السير والفقه والأصول والبيان والنحو واللغة والمنطق والعروض وأشعار العرب وأيامها والأخبار والنوادر أما التصوف فقد رزق فيه الذوق الغريب وكان من أعاجيب الدهر في الذكاء والفطنة ومكارم الأخلاق وحسن الشيم وعلو الهمة مع الجد والاجتهاد في طاعة رب العباد، أخذ عن أعلام وأخذ الطريقة التجانية عن الشيخ محمَّد الملقب بالخليفة. له نظم منية المزيد في التصوف ونظم ذكر فيه أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وبنيهن منه عليه الصلاة والسلام وله عليه شرح نفيس في مجلد أبدع فيه غاية وأرجوزة نظم فيها الورقات لإمام الحرمين وله رحلة ذكر فيها من لقيه من الأعلام في وجهته لبيت الله الحرام وابتدأ بأشياخه الذين قرأ عليهم ببلده كوالده ووالدته وغيرهما واجتاز بلاد الواسطة والجريد وتونس والبلاد المشرقية واجتمع بالشيخ إبراهيم الرياحي، كانت وفاته أوائل العشرة السادسة بعد سنة ١٢٠٠ هـ[١٧٨٥ م] بالمدينة المنورة.

١٦٠٠ - ابنه بابا بن أحمد بن بابا الشنجيطي: كان عالماً ناسكاً فاضلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>