للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٣٧ - الأمير أبو محمَّد عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري: الإِمام الأوحد والعلم المفرد عالم الأمراء وأمير العلماء وكان والده من العلماء الأعلام الذين يرجع إليهم في مشكلات الأحكام، أخذ عن والده وانتفع به وحج معه ودخل الشام وبغداد وأخذا الطريقة عن الشيخ محمود القادري وأجازهما بذلك وفي سنة ١٢٤٨ هـ بايعه أهل الجزائر وولوه على القيام بأمر المدافعة عن الوطن والدين وقام بذلك أحسن قيام وحمده الخاص والعام وصار مركز الدائرة ببلده والرياسة طوع يده واشتهر أمره وبعد صيته وجرت بينه وبين دولة فرنسا حروب دامت سنين وظهرت منه شجاعة دوّنها أصحاب التاريخ ثم رأى من المصلحة الجنوح إلى السلم وعقد صلحاً مع قائد الجيش وحمل لفرنسا وأقام هناك مدة محل إكبار وتعظيم ورتبت له الحكومة مبلغاً من المال له بال سنوياً ثم رحل لدار الخلافة وأنعم عليه السلطان عبد المجيد بدار حافلة ببورصة وأقبل على تعليم العلم وإفادة الناس وفي سنة ١٢٧١هـ انتقل لدمشق وقرّ قراره بها وأقبل على تدريس العلوم وصدرت له تآليف ورسائل لو جمعت لبلغت مجلدات منها المواقف في التصوف وتعليق على حاشية لبعض أجداده في علم الكلام والقراض الحاد رد فيه على بعض الطاعنين في دين الإِسلام والصافنات الجياد وضعه في محاسن الخيل وصفاتها وذكرى العاقل وتنبيه الغافل ضمنه كثيراً من حقائق العلوم ومجالي العقول وله الشعر الجيد أفردت ترجمته بالتأليف. ومن شعره قصيدة في مدح سكنى البادية بها ما يربو على الثلاثين بيتاً ومستهلها:

يا عاذراً لامرىء قد هام في الحضر ... وعاذلاً لمحب البدو والقفر

لا تذممن بيوتاً خف محملها ... وتمدحن بيوت الطين والحجر

ومنها:

قال الأولى قد مضوا قولاً يصدقه ... نقل وعقل وما للحق من غير

الحسن يظهر في بيتين رونقه ... بيت من الشعر أو بيت من الشَعر

مولده في سنة ١٢٢٢هـ وتوفي في رجب سنة ١٣٠٠هـ[١٨٨٢م] ودفن بحجرة الشيخ الأكبر ورثاه كثير من الشعراء والبلغاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>