للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير والصباغ وعن الشيخ العفيف والشيخ الشاذلي بن صالح وغيرهم. تصدى للتدريس وأتى بكل نفيس وتخرج عليه كثيرون ونغ به أفاضل فائقون منهم حمودة تاج وأخوه الشيخ عبد العزيز والشيخ محمَّد بن يوسف وشيخ الإِسلام أحمد بيرم والشيخ صالح الشريف والشيخ محمَّد الصادق النيفر وأجازه وغيرهم مما هو كثير وبالجملة فإنه محط رحال الآمال وكعبة أرباب الكمال. قرأت عليه قراءة تحقيق الرسالة بشرح أبي الحسن وعند الختم قلت قصيدة وبيت التاريخ:

ودونك قولي يوم ختم مؤرخ ... حسين فريد العصر بر حلاحل

وبعد قراءتها أخذه مني ودعا لي بخير وقرأت عليه المختصر مرتين بشرح الدردير وشرح التاودي على التحفة والقطر بشرح مؤلفه والماكودي والأشموني على الخلاصة تولى الفتيا وتوفي وهو عليها سنة ١٣٢٣ هـ[١٩٠٥م] ورثاه تلميذه شيخنا حمودة تاج بقصيدة غراء بها نحو الأربعين بيتاً أولها:

يبادر وهمي سائلاً هل أتى الأمر ... وهل كورت شمس الهدى أوهوى البدر

وآخرها بيت التاريخ:

وطاب مكان صرت فيه مؤرخا ... هو العلم يوم السبت طاب به القبر

وفي رجب من السنة توفي مفتي صفاقس وفقيهها وشاعرها الشيخ محمَّد طريفة.

١٦٧٣ - أبو عبد الله محمَّد ابن الشيخ محمَّد القزاح: الشريف المساكني كان فقيهاً فاضلاً عالماً عاملاً من أعلام الزهاد وأكابر الصوفية العباد مع اليقين والصلاح والدين المتين. أخذ عن الشيخ العذاري وبه تفقه وانتفع به وهو أخذ عن الشيخ ابن الصغير وهو عن ابن خليفة وهو عن الشيخ النوري وأجازه إجازة عامة بما تضمنه فهارس هؤلاء الشيوخ الثلاثة المتقدم الإشارة إليها في تراجمهم، وعنه أخذ جماعة منهم ابنه عبد القادر وقام مقامه في التدريس وأجاز الفقيه العالم الشيخ علي بلعيد قاضي جمال بما أجازه به شيخه المذكور وكنت اجتمعت به تبركاً ورأيت عليه سمة الصالحين وقد أنهكه المرض وعشر التسعين ولذا لم أستجزه واستجزت أخانا القاضي المذكور وأجازني بما أجازه به. مولده سنة ١٢٣٨هـ وتوفي سنة ١٣٢٣ هـ[١٩٠٥م] وكانت جنازته مشهودة نفر إليها الكثير من أهل الساحل وكنت ممن حضرها.

١٦٧٤ - أبو العباس أحمد ابن الحاج موسى ابن الحاج قاسم بن عبد الرحمن

<<  <  ج: ص:  >  >>