للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجودي فتلقاهم بالمبرة والإجلال في مجمع حافل عاملها العمدة الكامل حسن السقا ومفتيها وشاعرها الشيخ محمود موسى والعبد الفقير وهو بذلك جدير فكانت عشية سرور ومؤانسة وغبطة بحديثه ومنافسه واستفدنا في تلك اللحظة الوجيزة إنه كريم الأخلاق طيب الأعلاق وفي أثناء الذهاب لزيارة الإمامين المذكورين جرى الحديث على صحيح مسلم وشرحه المسمى بالمعلم المشحون بكثير من عيون المسائل معقول ومسنون والموطأ وما فيه من الثنائيات وشرح أبي عبد الله الزرقاني وما فيه من التحقيقات ولما اغتنمت الفرصة عقب الحديث والقصة استجزته وحصلت الإجازة قائلاً أجزتك بمروياتي وسنحررها لك كتابة وفي الحين امتطى عربة بخارية قبيل الغروب قاصداً الحاضرة لأنّ مبيته بها هو المطلوب وأقام بها أياماً ثم رجع لمسقط رأسه ومنبت غرسه وفي أثناء إقامته بالحاضرة طالع هذا التأليف وقرظه بما سنذكره عند التعرض للتقاريظ حفظه الله وشكره.

١٧٢١ - ومن الفضلاء الذين تشرفنا بزيارتهم من علماء فاس المحروسة الشيخ أحمد ابن نقيب الأشراف بمدينة فاس الشيخ المأمون البلغيثي العلوي الحسني: سلطان النجباء وسحبان الأدباء العلامة المؤلف المطلع المفضال النحوي اللغوي الفقيه الرحال. أخذ عن أعلام منهم محمَّد قنون وأحمد الخياط ومحمد الولاتي الشنجيطي المترجم لهم في الماضي، وعنه أخذ جماعة منهم الشيخ محمَّد بن عبد القادر بن سودة والشيخ الطاهر بن محمَّد السوسي اليفرني وفي ثاني ليلة من رمضان سنة ١٣٤٧ هـ دخل المنستير قاصداً زيارة الإمامين أبوي عبد الله محمَّد بن يونس الصقلي ومحمد المازري وبات بمنزلي ضيفاً كريماً وكنت سعيداً وبعض الفضلاء بزيارته واقتبسنا من لطف حديثه وجزالة عبارته فوائد جمة حين امتزجنا امتزاج الماء القراح بصرف الراح وحكي أنه تولى قضاء الصويرة في كرتين والدار البيضاء في مرتين ومكناسة الزيتون مرة ورحل للمشرق مرات ثلاث وحج وزار واستفاد وأفاد وله في رحلته للحجاز تأليف نظماً به أبيات ٥٦٨ هـ وهو تحت الشرح وله منظومة في علم التوحيد وله تنسم عبير الأزهار بتبسم ثغور الأشعار في شعره في مجلدين وغير ذلك وغالبها طبع منها شرح أرجوزة في آداب المتعلم والعالم في مجلد ضخم وسافر للحاضرة نصف نهار تلك الليلة وقد ترك فينا ذكراً خالداً لا تفنيه الأيام والليالي والأعوام وهذا الشرح سماه شرح الابتهاج بنور السراج أنبأ عن غزارة

<<  <  ج: ص:  >  >>