للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف وقتل في وقعة الأهواز جمع من المسلمين فيهم البراء بن مالك ومجزاة بن ثور قتلهما الهرمزان بيده وسنذكر ما آل إليه أمر الهرمزان إن شاء الله بعد. ثم وقع فتح جندي سابور بعد أن حاصرها زرّ بن عبد الله بن كليب.

ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اهتم بفتح بقية ممالك الفرس فأعد لذلك العدة وقسم الجيوش والأمراء، فأمر أبا موسى الأشعري أن يسير من البصرة وبعث ألوية مع سهيل بن عدي فقدم بها، ودفع لواء خراسان إلى الأحنف بن قيس، ولواء سابور إلى مجاشع بن مسعود السلمي، ولواء إصطخر إلى عثمان بن العاص الثقفي، ولواء نهاوند إلى سارية بن زنيم الكناني، ولواء كرمان إلى الحكم بن عمير التغلبي، وسارت هاته الجيوش كل جيش إلى وجهته بعد أن أمدهم بإمدادات. وفي غضون خمس سنين تم الفتح الأعظم من بلاد فارس الشرقية والغربية صلحاً وحرباً فبلغت ولاية أذربيجان شمالاً وسجستان من ولاية أفغانستان ومكران من ولاية السند شرقاً وبحراً الهند وخليج فارس جنوباً وكردستان والجزيرة غرباً، واختلف في فتح خراسان هل كان في خلافة عمر أو عثمان رضي الله عنهما، وكانت وقعة نهاوند أعظم الوقائع وأحسن فتح وفيها من القواد العظام وزعماء العرب جماعة منهم حذيفة بن اليمان وأميرهم البطل الجليل النعمان بن مقرن المزني، وكان فتحها بعد حصار طويل، وممن قتل في هاته الوقعة طليحة الأسدي وعمرو بن معدي كرب الزبيدي، ودخل الجيش المدينة بعد هزيمة الفرس واحتووا على ما فيها وجمعوا الأسلاب إلى أمين المال السائب بن الأقرع وجاءهم الهربذ صاحب بيت النار مستأمناً ودلهم على ذخيرة لكسرى كانت عنده على شرط أن يعطوه الأمان على نفسه وعلى مَن شاء فأعطاه حذيفة بن اليمان فأخرج له تلك الذخيرة التي كان أعدها لنوائب الزمان، فأجمع رأي المسلمين على رفعها لعمر رضي الله عنه. ولما تم الفتح طلب الفرس الأمان وأجيبوا لذلك على شروط منها: إرشاد ابن السبيل وإصلاح الطرق، وقسم حذيفة الغنائم فكان سهم الفارس ستة آلاف وسهم الرجل ألفين ورفع ما بقي من الأخماس إلى السائب بن الأقرع وهو خرج بها إلى عمر رضي الله عنه مع ذخيرة كسرى، وتقدم الرسول بخبر الفتح وهو طريف بن سهم أخو بني ربيعة وكان عمر ينتظر أخبار نهاوند فلما جاء وأخبره خبر الفتح واستشهاد النعمان رضي الله عنه بكى حتى اخضلت لحيته وترحّم على النعمان وكان رضي الله عنه رقيق القلب محباً للمسلمين حريصاً على حياة القواد ويحزن حزناً شديداً إذا أصيب أحد منهم، ثم وصل السائب بالأخماس فوضعت بالمسجد وأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>