للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك من الأقطار والأمصار وكثرت أموال الصحابة في خلافته حتى بيعت جارية بوزنها وفرس بمائة ألف ونخلة بألف. قال الحسن البصري: كانت الأرزاق في زمن عثمان وافرة وكان الخير كثيراً وظهر الرفه الكثير في الأمة بما لم ير مثله، لم يحضر بدراً بإذن من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بيعة الرضوان وذلك لما أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة رسولاً ليخلوا بينه وبين العمرة وجاءه الخبر الكاذب بأن عثمان قتل فجمع أصحابه فدعاهم إلى البيعة فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ ثم جاءه الخبر بأن عثمان لم يقتل وهذا يدل على مكانته عنده وحبه له. أخرج الترمذي عن أنس قال: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسولَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة فبايع الناس. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله" فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيراً من أيديهم لأنفسهم.

إلا أنه - رضي الله عنه - كبر سنه وضعف جسمه وكان له ثقة في قرابته بني أمية فتغلبوا على أمره وتولوا أعظم الولايات وانتفعوا وراء ذلك بسعة العيش ووجاهة في الدولة حسدها عليهم غيرهم، فوجدت الجمعيات السرية التي كانت تكيد الإسلام بالطعن فيه مع استغنائه ببني أمية عن مشاورة أكابر المهاجرين والأنصار ونقم الطاعنون عليه أشياء بعضها لها مخرج وبعضها مكذوب عليه ذكرها الأبي في شرح مسلم؛ ولجماعة من العلماء كلام طويل الذيل في الاعتذار عن عثمان منهم حافظ الحجاز المحب الطبري في كتباه الرياض النضرة في فضائل العشرة ومنهم محمد بن يحيى الأشعري المعروف بابن بكر في كتابه التمهيد والبيان في مقتل عثمان استوفى فيه الكلام على ما نسب لعثمان من الأحداث وبين كل ما يمكن الاعتذار عنه من تلك الأحداث التي تسبب عنها حصره في داره وطلبوا منه التخلي عن الخلافة فامتنع واستشهد - رضي الله عنه - لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته ثنتي عشر سنة إلا اثني عشر يوماً وكان عمره اثنين وثمانين على أحد الأقوال. أخرج الترمذي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة يقتل فيها هذا مظلوماً لعثمان - رضي الله عنه -. وأخرج أيضاً: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال

<<  <  ج: ص:  >  >>