للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على اختلاف أنواعها رغماً عما طرأ من الحوادث والتقلبات وحوادث الحروب الصليبية وتقدموا تقدماً محسوساً باعتناء العلماء وبعض الملوك والعلوم المشار لها رياضية وهندسية وهي الفلك والأرصاد والهيأة والأسطرلاب والزيج والحساب والجبر وعلم الضوء والنظر والميكانيك والجغرافية رياضية وتخطيطية وتعرف بعلم تقويم البلدان وتحديد المسافات والخرائط على مقتضى الأطوال والعروض والعلوم الرياضية هي المتعلقة في الغالب بالأجسام العضوية وهي الحيوان والنبات وارتفعت في زمنهم إلى درجة البحث عن القوى الطبيعية والجواهر الأولية التي تحلل لإدخالها في مركبات أخرى ويعرف بعلم قواعد تحضير الأدوية وحصلت لهم براعة في ذلك وأنشأوا الأجزخانات الكيماوية وأدى إنشاؤها والمادة الطبيعية اللذان هما أول ما يلزم لفن الطب الاشتغال بعلم الكيمياء وهو عبارة عن مجرد التحليل والتركيب وبما حصل لهم من المعارف في ذلك أدخلوا في الأدوية نباتات كثيرة ومادات ترابية واعتنوا بغرس كثير من النباتات وتركيب طبقات الأرض وبعبارة أخرى أنها بلغت معارفهم في الزراعة والاقتصاد الزراعي وقواعد الطب وعملياته والتشريح والأدوية المفردة والنباتات والأحجار والمعادن والحيوانات ذوات الخواص الطبيعية أقصى درجات الكمال ونبغ في ذلك كثير من العلماء الجهابذة وألفوا التآليف البارعة حفظ التاريخ أسماء كثير منهم كما حفظ أسماء كثير من الملوك الذين يدعون العلماء والحكماء إلى دواوينهم ويمدونهم بالأموال الجزيلة للغرض المذكور وشوهدت مؤلفات كثيرة من تلك الفنون فشت بها اللغة العربية لدى الممالك الإِسلامية والأروباوية وترجم بعضها إلى اللغات الأجنبية واتخذت أصلاً من أصول التعليم في المدارس وتكون من معظم تلك التآليف الموجودة الآن علم أدبي من أوسع العلوم الأدبية المعروفة في الدنيا ولهم اختراعات واكتشافات من ذلك بيت الإبرة وصناعة الورق وبارود المدافع والأسلحة النارية وانتشارها في الدنيا. ثم قال بعض شرح ما ذكر وبما أسلفناه يظهر لك كيفية تحكم الإِسلام على جميع فروع تمدن أوروبا الحديث وكان عندهم أوسع ما سمح به الدهر من الأدبيات ونتائج أفكارهم الغزيرة واختراعاتهم النفيسة وأنهم أساتذة في جميع الأشياء كالمواد المختصة بتاريخ القرون المتوسطة وأخبار السياحات والأسفار وقواميس سيرة الرجال المشهورين والصنائع العديمة المثال والأبنية الدالة على عظمة أفكارهم واستكشافاتهم المهمة ولذا كله وجب الاعتراف برفعة شأن هذه الأمة المحمدية التي تحقرها الفرنج منذ أزمان مديدة

<<  <  ج: ص:  >  >>