للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللغات الأجنبية والمعارف الأوروبية وجعل لذلك قانوناً اجتمع على ترتيبه أعيان علماء العصر مشتمل على فصول وأجرى به ما يلزم للتلامذة من أكل وكسوة وفراش وفيها أصدر قانوناً مؤلفاً من ستين فصلاً لتنظيم ديوان الشريعة المطهرة اجتمع على تأليفه شيوخ المجلس الشرعي وبه تعينت مراسم خطة القضاء والإفتاء بالحاضرة وبلدان المملكة والأعمال التي يجري عليها عمل الوكلاء والأعوان والخصماء وفيها وضع قانوناً لضبط حجج الإشهاد في دفاتر خاصة يجري عليها عمل شهود المملكة وفي السنة أذن بجمع أوقاف المملكة لنظارة جمعية بالحاضرة تجعل من تحت نظرها وتصرفها وكلاء يقومون بلوازم شعائر الأوقاف وما يفضل من ذلك يدخل في خزينة الجمعية تدفع منه مرتبات مشايخ المجالس الشرعية والقضاة بالمملكة وعملها يجري على مقتضى قانون مؤلف من فصول. وفي السنة كان إجراء لنور الكهربائي بالحاضرة ولما رأى النقص الحاصل في مداخيل الدولة والفتور الحاصل في العلم أمر بجمع المدرسين وشيوخ المجلس الشرعي بجامع الزيتونة واستنهض همتهم العلمية وزاد لهم في الجراية وذلك في سنة ١٢٨٧هـ ثم في ١٢٩٢هـ استدرك ذلك بقانون علمي يؤلف من ٦٧ فصلاً اجتمع على تأليفه أعيان علماء العصر وجعل النظارة العلمية لنظر حسين الجركسي وزير الاستشارة والمعارف والنافعة وجعل للنظارة العلمية نائبين عنه من أعيان المدرسين يباشران النظر على أعمال الجامع كل يوم وعن الامتحان العام لسائر طبقات التلامذة للحصول على شهادة في ماي من كل سنة ومن أحرز بعد الامتحان على رتبة التطويع وهي رتبة تؤهل صاحبها لإقراء العلوم تطوعاً بجامع الزيتونة بعد استصداره إذناً من شيوخ النظارة العلمية وهم شيخا الإسلام والقاضيان الحنفي والمالكي وتخول صاحبها تعاطي الشهادة بعد الحصول على أمر علي من أمير البلاد وبذلك تكاثرت الدروس والمدرسون وأقبل الطلبة على العلم والمدرسون الذين لهم جرايات والمتطوعون على التعليم وهي مزية فاخرة له خالدة.

وحاصل ما قدمناه في شأن العلم والعلماء أن جامع الزيتونة أدام الله عمرانه هو الكلية الوحيدة بإفريقية والكعبة التي يؤمها طلبة العلم من الجهات ومنها يتخرج الفحول من العلماء والمدرسون به هم الذين يبثون في الأمة روح الشرع العزيز وقواعد الدين الحنيف والتمكين من اللغة العربية الفصيحة التي أصلها مكين وموردها عذب معين. وفي السنة وقع إحياء المكتبة المعروفة بالعبدلية نسبة لأبي عبد الله الحفصي التي بصحن الجنايز من الجامع المذكور وضع فيها ما يزيد على الثلاثة آلاف مجلد من نفائس الكتب منظمة على أسلوب عجيب وترتيب غريب حتى أن الراغب للكتاب يتناوله ويطالعه أو ينسخه بأيسر وجه وحصل بذلك نفع عظيم للطلبة

<<  <  ج: ص:  >  >>