في خطبتها بقوله فإنك سألتني إلى آخره فأجبتك إلى ذلك وفي المدارك جاء بعض طلبته إليه طالباً منه أن يكتب كتاباً إلى باديس يعرف عنه ما هو فيه فأخذ قرطاساً وكتب بسم الله الرحمن الرحيم حقق الله الحق في قلوب العارفين من عباده ونقل المذنبين إلى ما افترض عليهم من طاعته أنا رجل عرف كثير من الناس اسمي وهذا من النبلاء وأنا أسأل الله أن يتغمدني برحمة منه وفضل وربما أتاني المضطر يسأل الحاجة فإن تأخرت خفت وإن ساعدت فهذا أشد وقد كتبت إليك في مسألة رجل من الطلبة طولب بدراهم ظلماً ولا شيء له وحامل رقعتي يشرح إليك ما جرى فعامل فيه من لا بد لك من لقائه واستحِ ممن بنعمته وجدت لذيذ العيش واحذر بطانة السوء فإنهم إنما يريدون دراهمك وشاور في أمرك مَن يتق الله ومَن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ومَن يتق الله يجعل له مخرجاً واستعن بالله فإن من يتوكل عليه فهو حسبه انتهى.
هذا وما قصدت جمعه بهذه الشجرة قد إنتهى وبلغت فيه ولله الحمد سدرة المنتهى وأدركت الغاية من ذكر سادات مداركهم سامية ومعارفهم راقية وأنفاسهم زاكية روح الله أرواحهم وأسكننا جوارهم في جنة عالية قطوفها دانية لا تسمع فيها لاغية ونسأله وهو لا تخفى عليه خافية الإخلاص في النية سراً وعلانية وله الحمد باطناً وظاهراً أولاً وآخراً. وصل اللهم وسلم وبارك على أشرف النبيين سيدنا محمَّد وآله وصحبه والتابعين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكان الفراغ من ترتيبه وتهذيبه في المحرم سنة ١٣٤٠هـ ثم وقعت زيادة جمل اقتضاها الحال ونسأله خلوص النية في الأقوال والأفعال.