للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رويدك ما هذا الغلو فإنه ... من الخطأ المحض التسرع بالحكم

فكم في الزوايا من خبايا لباحث ... وكم من بقايا في أساتذة اليوم

قِفنْ بحمى فخر القضاة محمَّد ... أبي الفضل مخلوف تجد أيما شهم

يريك مثال الجد في طلب العلا ... وساطع نور الفكر في الأعصر الدهم

وتشهد أن العلم ما زال شاغلاً ... لأهل النهى عن كل ذي شرف وهمي

همام رأى أن استمالة شعبه ... لأحيائهم فخر الجدود من الختم

وآنس في التاريخ أعظم كافل ... بنيل المنى فانساب في ذلك اليمّ

وخاض به تلك المخاطر تاركاً ... بساحله من كان مستضعف العزم

وآب وقد حازت يداهُ فرائداً ... تراءت لنا في سلك مختصر فخم

كتاب جلا نهج الأوائل وانطوى ... على حجج أخنت على لدد الخصم

حوى من سراة الدين كل سميدع ... أقرَّ له بالفضل متسع الفهم

وبات به مفتي المدينة آمناً ... على المذهب السامي البناء من الثلم

فلا عجب إن حلَّ من كل ناظر ... إليه حلول البرء من صاحب السقم

وذاد عن الأوساط نومة ذاهل ... وسورة أيام حززن إلى العظم

تطلع من أُفق الإجادة فانبرى ... إليه بفرط المدح ذو الأدب الجم

وصار حديث القوم في كل منتدى ... يقدر حق القدر جدوى أولى العزم

وأصبح بين الناقدين وبينه ... من البعد ما بين الأباطح والعصم

أبا الفضل إن عز الثناء بما يفي ... بحقك فالإغضاء شأن أخي الحلم

قضى الله أن يلفي صنيعك فوق ما ... نود من الإطراء بالنثر والنظم

كتبت فألهمت الشبيبة رشدها ... زقت لوجه الله بالواجب القومي

وأحييت ذكرى الغابرين من الأُلى ... بهم بلغ الإِسلام مبلغه العلمي

وجئت بوضع سابغ النفع لم تزل ... بفضلك بين الناس أنباؤه تنمي

تبارك من أوحى إليك بصنعه ... وخصك بالإبداع في البدء والختم

...

ومنها ما جادت به قريحة شمس المعارف، وملمع بروز الأسرار واللطائف. الغنى بنسبه الطاهر عن التعريف؛ شيخنا عبد الحي الكتاني الشريف مذيلاً بإجازة عامة، مرت الإشارة إليها بالمقصد ومحل الحاجة:

<<  <  ج: ص:  >  >>