كخروجها، كما توهم ابن قتيبة ويعقوب، ومن كتابه نقل ابن قتيبة ما ضمنه هذا الباب وليس كذلك، لأنك إذا قلت شكرت زيدا، فالفعل متعد إلى مفعول واحد، وإذا قلت شكرت لزيد صار بدخول اللام متعديا إلى مفعولين لأن المعنى: شكرت لزيد فعله وإنما يترك ذكر الفعل اختصارا ويدلك على ذلك ظهور المفعول في قول الشاعر:
شكرت لكم آلاءكم وبلاءكم ... وما ضاع معروف يكافئه شكر كان الشكر له فصار هنا لآلائه وبلائه.
ومن هذا النوع قولهم كلت الطعام ووزنت الدراهم فيعدونها إلى مفعول واحد ثم يُدخلون اللام فيعدونها إلى مفعولين، فيقولون كلت الطعام لزيد، ووزنت الدراهم لعمرو، وإذا قالوا كلت لزيد ووزنت لعمرو فإنما يتركون ذكر المكيل والموزون اختصارا. وكذلك إذا قالوا: كلت زيدا ووزنت عمرا، وحذفوا حرف الجر والمفعول الثاني اختصارا وثقة بفهم السامع.
وذكر ابن درستويه: أن نصحت زيدا ونصحت لزيد من هذا الباب، وأن اللام فإنما تدخله لتُعديه إلى مفعول آخر وأنهم إذا قالوا نصحت لزيد فإنما يريدون نصحت لزيد رأي أو مشورتي فيترك ذكر المفعول اختصارا.
وذكر في هذا الباب قوله تعالى:(إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) قال معناه يخوفكم بأوليانه وقال الزمخشري: يخوفكم أولياءَه. ومن حذف حرف العطف ما أنشده ابن الأعرابي: