للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظالمين ويُنجي رسله وعباده المؤمنين قَالَ تَعَالَى: (فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ) وما توهمه بعض النحاة من تضمين الحروف فللمعربين آراء على خلاف الصواب. ولهذه اللغة أصول إن خفيت عن البعض فقد تنكشف لآخرين من ذوي التحصيل على وجه تقبله دواعي النظر وكما قال سيبويه: فما خفي عنا فلا تخفَّ إلى نقضه بل نتهم نظرنا فيه.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).

ذكر الزركشي وابن هشام والهروي والأشموني والموزعي والرماني: (عن) بمعنى (الباء).

وقال الزمخشري: وليس بمنطق يصدر عن هواه ورأيه.

وذكر الجمل: (عن) على بابها متعلق بـ ينطق مع نوع تضمين أي: وما يصدر نطقه عن هوى نفسه.

وذكر القرطبي: قال قتادة: وما ينطق عن هواه، وقيل: عن الهوى أي بالهوى، قاله أبو عبيدة كقوله تعالى: (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) أي عنه.

قال النحاس؛ قول قتادة أوْلى وتكون (عن) على بابها أي ما يخرج نطقه عن رأيه وإنما هو بوحي من الله. وحكى الآلوسي: والنطق مضمّن معنى (الصدور) فعدي بـ (عَنْ) وقيل: هي بمعنى الباء وليس بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>