للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ يحيى وأيوب وخالد: أقتت بالهمزة والتخفيف ومثله قال أبو حيان.

وقال البيضاوي: بلغت ميقاتها الذي كانت تنتظره.

أقول: صفارات الإنذار من الواحد القهار تهز المشاعر بهول النجوم وقد طمست، والسماء قد تشققت، والجبال قد نسفت ... إنه الهول الهائل والجلال المائل في مجلس الفصل، بمحضر من الرسل وقد تقدموا إلى الجليل في موعد مضروب وجدول مبرمج لعرض ما لديهم من حصيلة رسالاتهم إلى أممهم على تعاقب الأجيال. فالتوقيت هو الوقت المضروب لكل منهم في الجدول المعد لبرنامج ذلك اليوم العصيب.

فتضمين (أقتت) معنى (أحينت) أي حان لهم بلوغ موعدها أنور وأوضح من إلباسها معنى جمعت ووعدت وأجلت وأرسلت ... فقد حان للرسل أن يبلغوا ما أرجئوا من أجله. ويبقى حال التضمين موكلا إلى ملاطفة التأول لرقة حواشيه.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).

قال ابن عباس: وكيل: شهيد. وذكر الزمخشري: الوكيل الذي وكل إليه الأمر، ولما استعمل في موضع الشاهد والمهيمن والمقيت عدِّي بـ (على) لذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>