للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ).

في لسان العرب: الولاية معناها العزة والنُصرة والمَنعة.

وذكر الجلالين: الباء بمعنى مع جنوده لأنهم له كالركن. وتولى معنى أعرض.

وروى الطبري: معناها أدبر بقومه من جنده وأصحابه أي مع قومه.

وقال قتادة: غلب على قومه. وقال مجاهد: بعضده وأصحابه.

وقال الزمخشري: فازور وأعرض ونأى بجانبه. ومثله أبو حيان.

وقال البروسوي: ثنى عِطفه فأعرض عن الإيمان به وازور.

وذكر الآلوسي: فأعرض عن الإيمان بموسى، على أن ركنه جانب

بدنه وعطفه. والتولي: كناية عن الإعراض والباء للتعدية لأنه ثنى عِطفه، أو للملابسة أو المصاحبة. وكونها للسببية غير وجيه. وقيل: تولى بقوته.

أقول: من معاني صيغة (تفعَّل) الاتخاذ ومعناها هنا اتخذ وليا أي ناصرا ومعينا وعاصما. وعليه يكون (تولى) متضمَّنا معنى (اعتصم) بركنه.

وركن فرعون: جنوده وأصحابه وقومه وقوته كما مرّ وليس هو جانب البدن والعطف، فرعون إذاً يعتصم بقومه وقوته وجنده متهماً موسى بالسحر والجنون.

فرعون الطاغية في جنده وجبروته يأتيه موسى بحجته الساطعة وبرهانه القاطع

<<  <  ج: ص:  >  >>