للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الصرف لأن هذا معناه الإبعاد عن الضلالة فقط، أما الرد فهو الرجوع إلى الأصل إلى الفطرة، إلى الإسلام.

فإن كنت شارفت هذا المعنى أو ألمحت به أو تلوّح لك بعضه فاحمد اللَّه على نعمه وسلْه المزيد من فضله.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ).

قال ابن عباس: يهدي: يتبين. وذكر القرطبي والجمل: يهدي: مضمن معنى يتبين.

قال الزمخشري: وإنما عُدِّي فعل الهداية باللام لأنه بمعنى التبيين وفاعله: أن لو نشاء.

وقال ابن القيم: ففعل الهداية متى عُدِّي باللام تضمَّن التخصيص بالشيء المطلوب فأتي باللام الدالة على الاختصاص والتعيين والتبيين، فإذا قلت هديته لكذا فُهِمَ معنى ذكرته له وهيأته له ووضحته له.

وقال الآلوسي: وتعدية فعل الهداية باللام لأنها بمعنى التبيين كما روي عن ابن عباس ومجاهد، وهو كما قيل: إما بطريق المجاز أو التضمين.

أقول:: القرآن طب القلوب ودواؤها، يعطيها جُرعة من الخوف والحذَر من بأس اللَّه حين تركن إلى الدنيا ومغريات الحياة، كما يمنحها الطمأنينة في

<<  <  ج: ص:  >  >>