للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلوب. ولعل تضمين (تقسطوا) معنى (توددوا وتحسنوا) أذهب بها في

الدلالة على القصد وأكشف لها في إدراك ما وراءها من المطلب.

فالقسط الملتبس بالإحسان يسوق إلى الود وهما من لوازم تأليف القلوب. وقد عطفه على البر ليكون له لزيما وعليه دليلا لتداني حالَيْهما فالعدل مُفضٍ إلى الودِّ وهو من أسبابه والتلويح بالمراد أحلى من التصريح وأدمث. أما الإفضاء كما ذكر الزمخشري والجمل والآلوسي فهو إزالة الفضاء للوصول إلى العدل وليس غير. ففيه من غموض المسرب ما لا يوصلنا إلى المراد إلا على استكراه.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (٢).

قال الزمخشري: من ذكر الله: من أجل ذكره أي إذا ذكر اللَّه عندهم أو آياته اشمأزوا وزادت قلوبهم قساوة كقوله تعالى: (فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ) وقُرئ: عن ذكر الله. فإن قلت: ما الفرق بين (مِنْ) و (عن)؟ قلت: إذا قلت: قسا قلبه من ذكر اللَّه فالمعنى ما ذكرت من أن القسوة من أجل الذكر وبسببه، وإذا قلت: عن ذكر اللَّه فالمعنى: غلظ عن قبول الذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>