للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ).

وهكذا يبقى الفعل (خرج) مطلقا من غير قيد سانحا في مسارح النظر حتى يخصصه الحرف المتعدي به، والسياق الذي ورد فيه فيما هو أليق، وأوفق لمراده ويأخذ فيه الناظر إلى أنحائه ومصارفه فيما يتأتى له ولا يتعسفه.

وللعرب في ألفاظها دلالات تقضي بها حوائجها وأغراضها.

إنه التضمين يحدد مسار الفعل ويفتح للنص آفاقاً تعين على إدراك المزيد من احتمالاته، حروف المعاني تتحكم في توجيه معناه، فمن تفطن لها، تنكشف له أسرارها.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ)

قال السيوطي: أي في تسع آيات. وذكر أبو حيان: (في) بمعنى (مع) وقال الزجاج: (في) بمعنى (مِنْ) تقول: خذ لي عشرا من الإبل فيها فحلان أي منها. والظاهر أن (فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ) متعلق بمحذوف تقديره: اذهب.

وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون: ألقِ عصاك، وأدخل يدك. في جملة تسع آيات أو إحدى عشرة، ثنتان منها اليد والعصا. فعلى الأول اليد والعصا داخلتان في التسع وعلى الثاني تكون (في) بمعنى (مع).

وأورد الجمل: كذا فعل ابن عطية أعني أنه جعل (فِي تِسْعِ) متصلا

<<  <  ج: ص:  >  >>