للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوار اللَّه كي لا تنتهي إلى اليأس وُتصاب بالشلل فَزِعةَ من نزول العذاب، قَلِقة من الدمار في ليل أو نهار.

القرآن في معالجته للنفوس يوقظ الحس بتجارب السابقين ومصارع المكذبين، لُيبقي القلوب في يقظة، متخلية من الأمن الكاذب أو الفزع القاتل، مُتحلية بالثقة بوعد اللَّه لعباده العاملين فسياق الآيات يفسر سنة اللَّه الجارية في خلقه والتي يشهد بها تاريخ القرى الخالية، ثم إن تشابك الأغراض الاجتماعية التي يؤديها اللفظ مع الأغراض اللغوية يقتضينا أن نوسع من مدى مداليله فتضمين (هدى) معنى (انجلى واتضح) يُنير الصورة ويُفصح عن المراد: أولم ينجل ويتضح للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء ... وما كان الغرض من لفظ يهدي إلا معالجة للمستهترين الغافلين أن يتعظوا بتجارب مَن سبقهم من الأمم ويهتدوا بهديهم.

فالتضمين جمع المعنيين (الهدى مع التجلية، والكشف، والتوضيح) وفاز بالحسنيين.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ).

ذكر الزمخشري: إنا ثابتون على دين آبائنا. ومثله قال الرازي.

وذكر الآلوسي: تعدى هدى بـ (على) لتضمنه معنى الثبوت.

وذكر القرطبي: مهتدون على آثارهم: أي نهتدي بهم فجعل على بمعنى الباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>