قدر اللَّه الذي خرجوا حذرا منه (فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)، وميتة العقوبة بعدها حياة، وميتة الأجل لا حياة بعدها، قال مجاهد: لما أُحيوا بقيت رائحة النَّتَن موجودة في نسلهم إلى اليوم.
فالمقصود تشجيع المؤمنين على القتال وإذا علم الإنسان أن فراره لا ينجيه هانت عليه مبارزة أعدائه وبذل روحه وماله وأتبعها الله بقوله (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، فهي تشجيع على القتال ما دام الفرار لا ينجي من القدر، قال الشاعر:
في الجبن عار وفي الإقدام مكرمة ... والمرء في الجبن لا ينجو من القدر
وقال المتنبي:
وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تموت جبانا
قال أبو السعود: ألم تر: ألم تنظر فهو تعجب للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ولكل من تتأتى منه الرؤية من حال أهل الكتاب وسوء صنيعهم واختلافهم، إنما كان بعدما جاءهم العلم، وذهب الشوكاني وكثير من المفسرين إلى أن (ألم تر)