والجواب: إن موقف قوم لوط من نبيهم عليه السلام غير مُوَحَّد فهم بين ممارٍ في نذارته مشكك، وبين مترددٍ مرتاب به مكذب، ولو أجمعوا على تكذيبه لجاء النص: فكذبوا بالنذر، ولكنهم في إقبال من أمر عدوانهم وإدبار، يجادل بعضهم بعضا يدلنا على ذلك صيغة (فاعل) التي تفيد المشاركة بين طرفين، ويتمارون في صحة ما يهددهم به. فالتضمين يشخص لنا الموقف بكل دقائقه النفسية من شك، ومحاجة، وجدل، وتكذيب بعد أن هاج سُعارهم الجنسي الشاذ للاعتداء على ضيوفه، وحَسِبوهم غِلمانا صِباحَ الوجوه. وما كنا لنجني هذه اللطائف لولا نباوة التضمين، حين كشف عن دخيلة نفوسهم مما خفي عنا من عوارضها، ولخص موقفهم فجمع: الشك مع المِراء مع التكذيب. فافزع إلى التضمين فمطمحه نبيل، وإن كان مسلكه غير يسير.