للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (١).

الباء تفيد الاستعلاء كـ على أي عليه بدليل: (إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ) هذا ما ذهب إليه السيوطي أما أبو حيان: فيرى الباء في (بقنطار) وفي (بدينار) للإلصاق وقيل: بمعنى (على)، إذ الأصل أن يتعدى بـ (على) كما قال سبحانه: (مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ). وقيل الباء بمعنى (في) أي في حفظ قنطار وفي حفظ دينار.

وقال الموزعي: الباء بمعنى (على) بدليل قوله تعالى: (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ) وقول الشاعر:

أربٌّ يبول الثُّعلُبان برأسه ... لقد ذَل مَن بالت عليه الثعالب

ويرى الجمل: في هذه الباء ثلاثة أوجه:

إحداها: أنها على أصلها من الإلصاق وفيه قلق.

وثانيها: أنها بمعنى (في) ولا بد من حذف مضاف أي في حفظ دينار.

وثالثها: أنها بمعنى (على) وقد عدي بها كثيرا.

وقال الرازي: يقال أمنته بكذا وعلى كذا. فمعنى الباء: إلصاق

<<  <  ج: ص:  >  >>