الفعل في كل لغة راقية هو مصدر التعبير عن أفكار المتحدثين بها، يصور النشاط والحركة وكل ما تموج به الحياة من فكر ووجدان، واللغات البدائية أكثر ما تعتمد على الأسماء، وتستعين بقدر قليل من الأفعال. وحين يرتفع مستوى تفكيرها، وتستعين بإضافة ألفاظ إلى هذه الأفعال، تُنوع دلالتها، وتُعدد معانيها كالظروف والحروف.
فالبطاقة الشخصية لكل فعل تحتوي على: بنيته، وصيغته، تعديا ولزوما، وكذلك في اشتقاقه وتصريفه، وفيما يرافقه من حروف المعاني، ومستوى الجماعة التي تستخدمه، والدلالات التي تسلطها عليه، والظروف التي تطرأ عليه، نعم؛ ظفرت الأفعال باهتمام العلماء، علماء اللغة والنحو والصرف، وكان لها نصيب وافر من هذه الدراسات، وكذلك حروف المعاني ذات الدلالة
الوظيفية للكشف عن هوية الأفعال. فالفعل لا يتم معناه منفصلا عن معموله لأنه مفتقر إليه ومقترن بما يحتاج إلى تمام معناه.
وكان لعلماء الأندلس قصب السبق في هذه الدراسة، وقد ألفت كتب في