للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستعلي على الجسد، والعقيدة المتصرة على الحياة.

كم كانت الخسارة فادحة لو حَرَص المؤمنون على حياتهم بلا عقيدة! كم كانت البشرية تنحظ لو سيطر الطغاة على الروح! لقد سمت عقيدتهم وهم يجدون مس النار في أجسادهم إلى المستوى الذي يُشرف أجيالهم على مر العصور.

وكان الملائكة تطمع في سجدةِ تكريم لهم وإعزاز وإكبار، كما كانت لأبيهم يوم خُلق.

فلولا (من) هذه لما انكشف لنا المستور من خسة الناقمين ولؤمهم، وما أصابوا من المؤمنين إلا لإيمانهم بالله، ولم يقل آمنوا بل قال: (يؤمنوا)، ليفيد الحدوث والتجدد على إيمانهم، فالطغاة يزاولون الجريمة ويشاهدون أطوار التعذيب في لذة ومتاع. ولو تراجع المؤمنون عن إيمانهم لما أوقعوا عليهم العذاب وأصابوا منهم ما أصابوه بالكيّ والشي.

فهل نذهب بعد هذا إلى تضمين النقمة معنى العيب والإنكار؟!

* * *

قَالَ تَعَالَى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ).

الفصيحة حكاها ثعلب: نقم ينقم. والأخرى حكاها الكسائي: نقِم ينقَم.

وذكر الزمخشري: وما تنقمون: كأنه قيل: وما تنكرون منا إلا مخالفتكم حيث دخلنا في الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>