بـ إلى جاء هنا بمعنى أخفى لينسجم مع السياق ومعناه: أسررنا إليه ذلك الأمر الخطير والقضاء المبرم: أن آخر القوم ودابرهم مقطوع مع الصبح وإذا انقطع آخرهم انقطع أولهم. قدم السياق هذه النتيجة ليُطلعه على خطورتها، فلا يلتفت أحد من أتباع لوط إلى الديار، ولا يبطئ أو يتلكأ في الخروج منها لئلا يصيبه ما سيصيبهم نتيجة شذوذهم الجنسي حين أحسُّوا بوجود شباب مردٍ، حسان الوجوه في بيت لوط ففرحوا بالصيد السمين في الفاحشة الشاذَّة المريضة. فقد أسر اللَّه سبحانه إلى لوط عليه السلام بما جرى به القضاء في إهلاك قومه مع الصبح ليسرع ومن آمن معه في الخروج سالمين. فصلة المضمّن بالمضمّن فيه أن تبليغ الحكم جرى بطريقة سرية.
ذكر الزمخشري: مِن قضى عليه: إذا أماته (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) إذاً تضمن قضى معنى أجهز، وأجهز عليه أماته فحين تعدى بـ (على) أفاد معنى الموت وحين تعدى بـ (في) أفاد معنى الفصل والتمييز كما في قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ). وقال أبو السعود: أي ليمتنا حتى نستريح وهو لا ينافي من إبلاسهم لأنه جؤار وتمنٍّ للموت.
وذكر البيضاوي: يقضي علينا: من قضى عليه إذا أماته وهو لا ينافي إبلاسهم فإنه جُؤار.