للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تسليط الأضواء على الوصي ليخرج اللَّه عمله هذا من العتمة إلى النور ومن التليمح إلى التصريح، فيه من التهديد بكشف حاله ما فيه. كما فيه من التربية بأن ضمانة تنفيذ التشريع لا تأتي من خارج النفس إن لم تنبثق من أعماق الضمير ويبقى في تضمين (الكشف) و (الفرز) ما يزيد على (التمييز) الذي يظل مستورا في علم المميز والفارز لا ينكشف لسواه. ولعل في هذا التضمين من التخويف مثل ما فيه من اليسر في تحري مصلحة اليتيم. فاليتامى أخوة للأوصياء وأعضاء أسرة واحدة، لا حرج في مخالطتهم ولا يكلف اللَّه الأوصياء عنتا ومشقة إن أرادوا الخير والصلاح لمصلحة اليتيم.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) (١).

قال القرطبي: تضمن (لنعلم) معنى (لنرى). قال علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه: معنى لنعلم لنرى والعرب تضع العلم مكان الرؤية، والرؤية مكان العلم. وقيل: لنميز أهل اليقين من أهل الشك ذكره الطبري عن ابن عباس.

وذكر الجمل: إلا لنعلم أي وما جعلنا ذلك لشيء من الأشياء إلا لنمتحن الناس أي نعاملهم معاملة عن يمتحنهم فنعلم حينئذٍ. ثم قال: إلا ليظهر علمنا من يتبع الرسول من ... وقال الآلوسي: ضمن العلم معنى التمييز.

<<  <  ج: ص:  >  >>