قال الزمخشري: إلى الله: صلة أنصاري مضمنا معنى الإضافة. كأنه قيل؛ من الذين يضيفون أنفسهم إلى اللَّه ينصرونني كما ينصرني.
وأورد أبو حيان: أقوالا منها: إلى الله: أي مع الله، قاله السُدّي.
وقال الحسن: في السبيل إلى الله. وقال أبو علي الفارسي: إلى الله: أي لله. كقوله: يهدي إلى الحق أي للحق. وقال ابن بحر: معي إلى الله. وقال أبو عبيدة: من أعواني في ذات الله. وذكر كثيرون أن (إلى) بمعنى (مع). أ. هـ.
وقال المرادي: و (إلى) في هذا أبلغ من (مع) لأنك لو قلت: من ينصرني مع فلان، لم يدل على أن فلانا وحده ينصرك، ولا بد. بخلاف (إلى) فإن نصرة ما دخلت عليه محققة واقعة مجزوم بها إذ المعنى على التضمين: من يضيف نصرته إلى نصرة فلان. وحكى ابن عصفور عن الكوفيين وحكاه ابن هشام عنهم وعن كثير من البصريين أن (إلى) بمعنى (مع) وورد ذلك في: تأويل مشكل القرآن، والصاحبي، والأزهية، والبرهان، والمغني، والإتقان، ومعاني القرآن للفراء، وشرح اللمحة البدرية، ومنتخب قرة العيون، ومعترك الأقران، ومجمع البيان، والجنى الداني.
أقول: ذكر المرادي: من نصيري مع فلان معناه أن فلانا وحده لا ينصرك بخلاف (إلى) فإن نصرة ما دخلت عليه محققة ومجزوم بها. أ. هـ، ولم يلتفت القائلون بتضمين الحروف إلى هذا الفارق الدقيق في توجيه المعنى بين الحرفين فجانَبَهم الصواب، ولو أخذوا بتضمين المشتق لتراجعوا عما قالوه.