وأمر آخر: إن وضع الموازين هو إشعار بنصبها يوم القيامة، وتمهيد له.
فليبادر الغافلون المعرضون والمستهزئون المكذبون قبل أن يفجأهم النذير لأن الحساب توضع موازينه لتنصب، وما هذه الموازين إلا واحدة من نواميس الكون القائم على القسط والعدل، تشهد بالوحدانية والتي هي محور السورة.
ثم ما جاء عن ابن عباس:" يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صبا "، إنه منتهى الرحمة بهؤلاء ... والتضمين في الفعل أبلغ لدلالته على معنى الفعلين كما قاله أهل هذه الصناعة، وأبلغ الكلام ما تعددت وجوه إفادته فلا تركن إلى تناوب الحروف لتسلم من بوائق التعاور، وتُسَفم لعظمة الصانع في تضمين أفعالها.