للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأويل، ولا إبدال حرف مكان حرف ويبقى التضمين سرا لطيفا من أسرار هذه اللغة الشريفة وفيها حياؤها ووقارها، شبابها وعاطفتها. فتزلَّف إليها لتتقمَّمها وتستضيء بمعانيها.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠٤) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (٢).

ذكر العز بن عبد السلام: (حقيق) ضمن معنى (حريص) ليفيد أنه محقوق يقول الحق وحريص عليه وكذلك ابن قيم الجوزية.

أما الزمخشري: فقد عدد وجوه القرآن فيها وقال: فيه أربع قراءات مشهورة (حَقِيقٌ عَلَى) قراءة نافع. و (حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ) وهي قراءة عبد اللَّه و (حقيق بأن لا أقول) وهي قراءة أبي وفي المشهورة إشكال ولا تخلو من وجوه: أحدها: أن تكون مما يقلب من الكلام لا من الإلباس قال أحمد: القلب يستعمل في اللغة على وجهين:

أحدهما: قلب الحقيقة إلى المجاز لوجه من المبالغة كقوله:

* وتشقى الرماح بالضياطرة الحمر *

ومعناه: تشقى الضياطرة بالرماح، قال أبو حيان: وأصحابنا يخصون

<<  <  ج: ص:  >  >>